آخر الأخبار

فقه المعرفة : عرض ونقد .. المباني الفكرية للآخر ..

 



 

علي الأصولي

 

 

تحاول الآراء المخالفة لما عليه الدين وأئمة الدين(ع) تأويل النص الديني بشقيه القرآني والسنتي، ومن ثم مناقشته مناقشة نقدية حادة،

وهذه المحاولة لم تنطلق إلا بعد ايمان أصحابها وعدم وحيانية النص الديني، وبالتالي عدم حجية هذا النص وعدم صلاحيته التشريعية بقول مطلق،

 

بيد أن حاصل هذه المباني نتيجة إعادة تقييم حجية العقل عندهم من كونه كاشفا - وهو ما نؤمن به ونعتقد - إلى كونه حاكما ومؤسسا وبديلا عن مقولات الدين طولا وعرضا،

 

ومن هنا لوحظ على هذه الاتجاهات وعلى مختلف مشاريعها لوحظ التطرف في مواقفهم الرافضة لكل ما هو مقدس بنظر الدين،

 

وهذا التطرف لا يسمح له الوحي القرآني والسنتي الذي حدد من مساحة العقل في الدين ولم يطلق له العنان وتفسير جملة من بياناته لاعتبارات ذكرت في محلها،

 

هؤلاء وجدوا أنفسهم في محيط واسيجة قرآنية وحديثية بل وما زاد عليهم الطين بلة فرضت اسيجة آخرى وصفت بالكلامية والفلسفية والعرفانية والفقهية، فوجدناهم في حال انتفاضة عارمة على الدين وجميع بياناته،

 

أن حجية العقل دائرتها في المدركات القطعية كحسن العدل وقبح الظلم على ما أفاد العلماء ولهذا تعتبر حجية القطع ذاتية بلحاظ أن القطع كاشفا عن المقطوع به للقاطع، بالتالي من قطع بلزوم أمر مثلا وجب عليه امتثاله ومرجعية لزوم الامتثال هو لوجود القطع. والا عد القاطع عاصيا وعدم الامتثال، ومن هنا انصبت أبحاث الأصول حول العقل واستقلاله بقبح العقاب بلا بيان الملازم لعدم ثبوت الحرمة أو الوجوب إلا بعد البيان، وكذا لزوم اجتناب أطراف العلم الإجمالي في الشبهات التحريمية ولزوم الموافقة القطعية في الشبهات الوجوبية التي عجت بها كتب الأصول،

 

إذن: لا إلزام إلا بعد نص ولا طاعة لنص إلا بعد ثبوت حجيته وبالتالي الالزام يحصل بعد إفادته للعلم والقطع دون الظن والشك، وبما أن حجية القطع ذاتية لا تسلب فيتم المطلوب على أن إتباع الظن الراجح أيضا ملزم بدلالة السيرة العقلائية كالأخذ بخبر الواحد عادلا كان أو ثقة،

 

وبما أن هذه الالتزامات لا يراها من تطرف بالعقل بعد عرض عدم الوحيانية من أصل فإننا نجد صعوبة وفتح القنوات الحوارية معهم إلا في مجالات جدا ضيقة،

 

وعدم فتح القنوات لا يحسب ضعفا بقدر ما هو انهيار المشتركات الممكن على ضوئها المناقشة والمحاورة.

 

ومن هنا عدم الرد على هذه الاتجاهات بكل ما يكتب هنا أو هناك هو لأجل هذه النكتة فحسب ولذا وجب الإنتباه ...

 

إرسال تعليق

0 تعليقات