روسيا تحاول ان ترسم هلالا روسيا فى افريقيا يبدأ من الجزائر مرورا
بالصحراء فى تشاد، ويمتد عبر سواحل ليبيا، ومنها الى افريقيا الوسطى واليوم فى
اثيوبيا، وتمنعها مصر والسودان من المياه من خلال رفض – مصر والسودان - من بناء قواعد
عسكرية روسية على البحرين الاحمر والمتوسط ...
من هنا تحاول روسيا الضغط على مصر والسودان، من خلال إثيوبيا..
فبعد أيام معدودة من جلسة مجلس الأمن الدولي حول سد النهضة، أعلنت
وزارة الدفاع الإثيوبية توقيع اتفاقية عسكرية مع نظيرتها الروسية لتعزيز قدرات
قوات الدفاع الفيدرالية (الجيش الإثيوبي)، فيما يبدو تطورًا جديد في العلاقات
الثنائية بين البلدين.
وبالطبع تأتي هذه الاتفاقية، في ظل حديث متواصل عن الخيارات
المطروحة أمام مصر في أزمة سد النهضة والتي من بينها الخيار العسكري بلا شك، وهنا
تثار العديد من التساؤلات حول طبيعة الإستراتيجية الروسية في المنطقة وتأثيرها على
الحلول المتوقعة للأزمة.
ومن المهم هنا أن نشير إلى أن الانخراط الروسي في الشرق الأوسط
يبقى مرتبطًا بحدود القدرات الروسية "المحدودة نسبيا" بمعنى أنه لا يمكن
التعويل على روسيا كحليف وداعم أساسي ومؤثر في أي صراع متوقع لأن موسكو محكومة
بالعديد من العوامل الاقتصادية والسياسية، والنخبة الحاكمة في الكرملين تدرك ذلك،
لذا تحاول الاستفادة من الاضطرابات في المنطقة لتحقيق انتصارات تكتيكية على حساب
خصومها.
ويبدو أن موسكو تهدف إلى إرسال رسائل محددة للقاهرة عبر التركيز في
الوقت الحالي على علاقاتها مع أديس أبابا، وبالتأكيد هذه الرسائل مرتبطة بشكل وثيق
بموقف مصر الرافض لوجود قواعد عسكرية روسية في المنطقة وخاصة داخل دول الجوار
(ليبيا، والسودان).
وعلى الرغم من مقامرة روسيا الخطرة وتدخلاتها التي تعزز من حالة
عدم الاستقرار في المنطقة، إلا أن موقف موسكو لن يكون ذا أهمية كبرى إذا تحركت
القاهرة للحفاظ على مصالحها الحيوية، بل ربما تلجأ الأولى لمغازلة القاهرة من جديد
والتماهي معها، وذلك لتحقيق أجندة السياسة الخارجية الروسية التي تتسم بطابع
براجماتي منذ وصول بوتين للحكم.
0 تعليقات