فرغلى طه
نظرة فاحصة ومدققة ولكنها حزينة على العراق الشقيق .. بلد الحضارات
والرافدين والثقافة والرجال الأشداء ..بوابة الدفاع الشرقية عن العالم العربى ..
منذ ثلاثين عاما وحتى اليوم نتيجة أخطاء كثيرة داخلية ، ونتيجة مطامع ومؤامرات
خارجية ، موزعة بين إيران وأمريكا وإسرائيل وتركيا وبعض دول العرب ، سقط العراق فى
أتون حروب مدمرة ما بين غزو أمريكى ظالم وحصار قتل مليون طفل عراقى ، إلى تفجيرات
وحروب طوائف وحروب جماعات إرهاب ترعاها كل الجهات المشار إليها .. !
من يومها لم تقم للعراق قائمة وتشرذم شعبه وقتل وهاجر وتشرد فى
خيام ، ولا يزال ..!
كل تلك الدول وبعض أبناء العراق ، كانوا وراء تلك المأساة أو
ساهموا فيها ، كل لأهدافه ، ولكنهم يتفقون على هدف واحد ( عمدا أو صدفة ) وهو
إضعاف العراق وكسره وضمان عدم عودته إلى قوته وإلى صفوف أمته العربية .. !
ولكنى أرى أن طرفا واحدا عليه إعادة النظر فورا فى علاقاته مع
العراق وتصحيح أخطائه معه ( بغض النظر عما مضى من أخطاء العراق ) ، والوقوف الصلب
بجانبه ، وهو الطرف العربى والخليجى خاصة .. لماذا ؟ ..
لأن أولا : صدام حسين وسياساته التى كانت ضد البعض أو لا تروق له ،
قد انتهت وذهب صدام إلى رحمة الله .. !
ولأن ثانيا : إيران لن تتراجع عن سياساتها فى العراق وفى البلاد
العربية الأخرى ، ما لم يقف العرب صفا واحدا مع بعضهم ، ليس لمحاربة إيران ونشر
الكراهية ضدها ، وإنما لإرسال رسالة عربية واحدة لها بالتوقف عن كل ذلك وبالبدء فى
حل المشكلات الإيرانية العربية التى تكاد تنتهى بمجرد إنتهاء الوجود الإيرانى فى
دول العرب .. ومن ثم البدء فى تعاون حقيقى جاد وشفاف لصالح الجميع ، إذا صلحت
النوايا ..!
وإذا صدقت إيران فى ادعاءاتها بأنها تريد السلام والتعاون ولا تريد
العداء والتوسع ونشر المذهب الدينى لها ( على الرغم من تصريحات مختلفة لبعض قادتها
سابقا ) .. أيضا إذا صدقت إيران فى إدعاءاتها بأنها تنصر القضية الفلسطينية وتعادى
إسرائيل .. !
لا أقول بأنى لا أعرف حقيقة إيران، وقد كنت قائما على ملف علاقاتها
العربية لمدة عامين متتاليين خلال عملى سابقا، ولكنى أدعو إلى فرصة أخرى لإعادة
النظر ومراجعة النفس ولمزيد من كشف النوايا .. لعل وعسى .. !
0 تعليقات