آخر الأخبار

فقه جبل عرفة :مهدي الأمم في القطار ..

 


 

علي الأصولي

 

نقلوا قصة من إحدى الصحف أو الصفحات الفرنسية منسوبة لكاتب مجهول الهوية ،

 

ومفاد هذه القصة هو : في كل عام كان أهل الطفل "مارتان" يصطحبانه في القطار عند جدته ليقضي عطلة الصيف هناك. وعندها يتركونه ويعودون في اليوم التالي... ثم في إحدى الأعوام قال لهما : لفد أصبحت كبيرا الآن ...ماذا لو ذهبت لوحدي الى جدتي هذا العام ...؟

 

وافق الأهل بعد نقاش قصير... وها هما في اليوم المحدد واقفان على رصيف المحطة يكرران بعض الوصايا عليه...وهو يتأفف ..: لقد سمعت ذلك منكما الف مرة ...!!

 

وقبل أن ينطلق القطار بلحظة ..اقترب منه والده وهمس له في أذنه :

 

" خذ هذا لك اذا ما شعرت بالخوف او بالمرض" .. ووضع شيئا بجيب طفله... جلس الطفل وحيدا في القطار دون اهله للمرة الأولى، يشاهد تتابع المناظر الطبيعية من النافذة ويسمع ضجة الناس الغرباء تعلو حوله، يخرجون ويدخلون الى مقصورته...حتى مراقب القطار تعجب ووجّه له الأسئلة حول كونه دون رفقة. حتى ان امرأة رمقته بنظرة حزينة..

 

فارتبك "مارتان" وشعر بأنه ليس على ما يرام. ثم شعر بالخوف...فتقوقع ضمن كرسيه واغرورقت عيناه بالدموع. في تلك اللحظة تذكر همس أبيه وأنه دسّ شيئا في جيبه لمثل هذه اللحظة. فتّش في جيبه بيد مرتجفة وعثر على الورقة الصغيرة...فتحها وقرأ : " يا ولدي، أنا في المقصورة الأخيرة في القطار".... انتهى:

بلى: مع ما أصابنا من البلاءات المتتالية بالجملة على يد من هب ودب ، ومع أننا في مأزق ومأزق كبير جدا جدا ، ومع انهيار المعنويات حتى طل اليأس براسه على الناس وضرب الجور عمق الواقع ، ومع قلة الحيلة وتشتت الناس وخذلان الصديق وتشمت الأعداء ، أقول مع كل ما بنا من حزن وأسى لا مناص إلا والتمسك والإيمان والاعتقاد - بورقة - دست في جيوبنا عن طريق نصوصنا الدينية ومفادها : يا أيها الناس أنا معكم في المقطورة الأخيرة من القطار ، والى الله تصير الأمور ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات