آخر الأخبار

من نقد التقليد الكنسي إلي كتاب إسلام القرآن

 



 

روبير الفارس

 

 

غضب الكثير من الأقباط عندما نشرت صورتي مع الشيخ الأزهري محمد هنيداوي بعد ان أهداني كتابه نقد التقليد الكنسي.

 

 وهو غضب برره البعض لما جاء في مضمون الكتاب من هجوم علي المسيحية مستتر بالنقد في التقليد الكنسي . وبعيدا عن الشتايم أو الاهانات. أردت ان اكتب بعض الملاحظات بعد الانتهاء من قراءة الكتاب .

 

- أولا الشيخ محمد شيخ أزهري بشكل أو بآخر يدعو للإسلام من خلال كتاباته سواء كان هذا بشكل مباشر كما يفعل في النرويج أو بشكل غير مباشر كما يفعل في كتاباته وقد كشف احد مقدمي الكتاب عن ذلك. وهذا حقه. والذي يثير الأقباط في هذه النقطة أنهم يشعرون خاصة في داخل مصر أنهم لا يملكون هذا الحق .

 

-    ثانيا. نقد التقليد الكنسي يعد أسلوب جديد للجدل الديني بعد ان كتبت كتب ودراسات كثيرة حول قضايا تكررت مثل تحريف الكتاب المقدس وصلب المسيح والتثليث .

 

والتي رد عليها المسيحيين كثيرا

 

ولكن هنا لم ينتبه الشيخ الي أمرين أولهما ان حتي الطوايف التي ترفض التقليد الكنسي مثل البروتستانت وترفع شعار الكتاب المقدس وحده. مسيحيون ويؤمنون بالمسيحية.

 

الثاني هو المنهج المتبع في كتابة من حيث كثرة الشهادات والمراجع في تكوين التقليد الكنسي وبدون الدخول في مناقشة الاقتباسات ومدي صحتها أو دقة النقل. تجد أمثلة مثل هل جاء مرقس الرسول الي مصر ام آخرون بشروا بالمسيحية . فالمهم المسيحية دخلت مصر. فآراءه امر يخص الباحثين الاكاديمين. لكن هذا المنهج وفور الانتهاء من الكتاب تذكرت كتاب شهير للمفكر السوري الكبير جورج طرابيشي وهو كتاب من إسلام القران الي إسلام الحديث والذي أجد تلخيص .

 

عمر كوش يقدم أفكاره بشكل مبسط لمن لم يقرءاه ويقول عمر (

يبني مؤلف الكتاب، جورج طرابيشي، أطروحاته في الأبحاث التي يتطرق إليها، على مقدمات ومقولات، كبرى وصغرى، يخرج منها بنتيجة تعتبر أن التحول من إسلام الرسالة إلى إسلام التاريخ، الذي اقترن بتحول ذي خطورة تشريعية ولاهوتية هو التحول من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث، وما استتبعه، من حكم على العقل العربي الإسلامي، ابتداء من القرن الخامس الهجري، بالانغلاق والانكفاء على نفسه، ومنعه من اكتشاف مفهوم التطور وجدلية التقدم، الأمر الذي أسسه في خانة «ممانعة للحداثة».

 

يبين الكتاب أن الإسلام، والذي خرج إلى الفتوحات، حاملاً الرسالة القرآنية، ارتدّ بعدها نحو نفسه محملاً بما سيتم تكريسه تحت اسم السنة النبوية. وفي البداية، لم يكن للإسلام من أهل آخرين سوى أهل القرآن، لكن بعد الفتوحات الإسلامية ظهر أهل السنة، وانتزعوا الغلبة تدريجياً لأنفسهم ولمصطلحهم، وخاصة بعد تكريس الهزيمة النهائية للمعتزلة، والقضاء على التفكير العقلاني وعلى عقلانيات المتكلمين، فظهر الإسلام الحديثي، المنتصر على أثر «محنة» أحمد بن حنبل، ووقوف السلطة السياسية منذ أيام الخليفة المتوكل مع العامة من أهل السنّة. وكان لشعوب البلدان المفتوحة دور في تطوير علوم القرآن وشروحه، وفعلوا ذلك - في غالب الأحيان - تحت شعار «السنة هي القاضية على القرآن، وليس القرآن هو القاضي على السنة».

 

ويشير الكتاب إلي أنه كانت بداية «الانقلاب السني» أو التحول الخطير من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث مع مالك ابن انس، ثم اكتملت أبعاده مع الشافعي، واستأنفه ابن حزم، فيما يكاد أن يكون انقلاباً على الانقلاب في «نشأة ثانية». وكان الشافعي أول من نظر لتحويل الرسول(ص) من مشرَّع له إلى مشرِّع.

 

أما ابن حزم، فقد تخطى العتبة التي وقف عندها الشافعي في انقلابه ليجيز نسخ القرآن بالحديث، وليعطي التشريع الرسولي عين مكانة الصدارة التي للتشريع الإلهي، لكن الانقلاب الحزمي الظاهري، على خطورته هذه، يلامسه انقلاب «باطني» أكثر خطورة، من خلال تنصيب نفسه في الحقيقة مشرِّعاً، وإن وضع تشريعه على لسان الرسول(ص)، وبالتالي على لسان الله عز وجل، طبقاً للمعادلة الأقنومية الحزمية. وبهذا المعنى لا يكون الرسول(ص) قد تحول من مشرَّع له إلى مشرِّع إلا في الظاهر فحسب، أما في الباطن، فالعكس هو الصحيح. وإن كان الشافعي قد قام، حسب طرابيشي، بالمهمة الإيديولوجية والإبستمولوجية الأولى، وهي تأسيس السنّة، وربما كقرآن بعد القرآن، فإن الإمام ابن حنبل هو بحق المؤسس الثاني للسنّة، وربما كقرآن قبل القرآن، ليكتمل بذلك الانقلاب السني الذي يفترضه طرابيشي في إسلام العصر الوسيط. وهذا يقتضي أو يستجر المقايسة مع الغرب، الذي دخل طور التقدم بعد التحول من مسيحية الكنيسة إلى مسيحية الإنجيل، بواسطة الثورة التي قام بها مارتن لوثر، وبالتالي فإن الإسلام بحاجة إلى لوثري جديد أو ثائر مسلم، من أجل تحقيق الانتقال من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن.) إذن ففكرة تتبع تحول اي دين الي فقه أو تفاسير أو طقوس موجودة في كل دين.

 

أخيرا لما ادخل كثيرا في تفاصيل وجدت آخرون يردون ويتحاورن بشأنها .

 

ويبقي أني ارفض مصادرة الكتاب أي كتاب والحجر علي الفكر ولا ادري كيف تعلن دور نشر مسيحية عن إصدار كتاب للرد علي كتاب صار غير موجود

 

إرسال تعليق

0 تعليقات