آخر الأخبار

في ذكرى علي والغدير والشيعة والوطن

 

 



 

عز الدين البغدادي

 

ضياع الهوية الشيعية وضياع الإنسان الشيعي

 

بين الفرح المفرط والحزن المفرط

 

يُعرف الشيعي اليوم بعدد من المشخّصات الطقوسية في غالبها، هناك بالتأكيد قيم ومفاهيم موجودة فعلا كأي جماعة لها قيمها الاجتماعية والدينية، إلا أن المظاهر الطقوسية بقيت هي الأبرز...

 

لم تقتصر معاناة الشيعة على ما تعرضوا له من خصومهم، فقد كان الأخطر للأسف هو الخطر الداخلي بسبب ما تعرضوا له من عملية خداع كبرى تعتمد الدين كأسلوب أبرز في استغلالها وتمرير الخدع والأكاذيب عليها.. بقي عامّة الشيعة -وأؤكد عامتهم- يدفعون الثمن الأكبر دون أن يقبضوا أي شيء إلا الوهم: والفقر والقتل والضياع.

الآن نحن على أعتاب يوم الغدير وستجد مظاهر الفرح بشكل مبالغ فيه جدا، وبعدها بأيام سيأتي شهر محرّم وعندها ستجد مظاهر الحزن المبالغ فيه أيضا.

 

الانفعالات الشديدة ليست تعبيرا عفويا، بل هي مقصودة جدا، مقصودة لأنها تجعل الكائن الحي كما أثبت علم النفس وخصوصا بافلوف يفقد قابليته على التمييز، وعندها يمكن أن يستخّف ويستغفل.

لم يكن التشيع في زمن علي مذهبا، بل كان موقفا وفلسفة ترى أنّه لا بد من الوقوف مع المظلوم ضد الظالم، لا بد من إشاعة العدل كأمر حقيقي واقعي، وإقامة مجتمع لا يظلم فيه أحد.

 

الآن أصبح التشيع طقوسا، عندما يدخل جماعة إلى التشيع فإنهم يبدؤون باللطم أو باللعن والسب (إذا صاروا شيرازية) أو يتحدثوا عن الخلافة رأسا، أي ينتقلون رأسا من الحاضر إلى الماضي ليعيشوا فيه..

 

هذا هو المطلوب ان تعيش في الفرح لحدث وقع منذ مئات السنين، وأن تبكي وتلطم رأسك لحدث حصل منذ مئات السنين.. وأما واقعك فلا قيمة له، أما مستقبل أطفالك، فلا يعني شيئا. وأما حرمة وطنك، فربما ستجد من يسألك: وما معنى كلمة وطن؟

 

الآن يمكن أن نراجع أنفسنا، هذا لمن كان قادرا على مراجعة ذاته ولنرى هل نحن شيعة بالمعنى القديم عندما كان التشيع موقف شرف والتزام بالسنن أم أننا شيعة بالمعنى المتأخر حيث تنخر الطائفية مفاهيمنا، وحيث نساهم في تدمير بلداننا وسرقة دولتنا لأنّها غير مالكة؟!! وحيث تحول التشيع إلى فرح في الغدير ولطم في محرم وبين هذا وذاك ضاع التشيع كموقف ديني-أخلاقي وضاع الشيعي كانسان!!

 

أخيرا: كل عام وانتم بخير وإن كان وطني مستباحا، كل عام وأنتم بخير وإن كانت المفخخات تمزق أشلاء أبنائه، كل عام وأنتم بخير وإن كان أيتامه يتسولون في الشوارع، كل عام وانتم بخير وإن كان اللصوص يسرقونه، كل عام وانتم بخير وان كانت العصابات تجول فيه بمختلف أسمائها، كل عام وانتم بخير، وانتم ثابتون على الولاية.... كل عام وأنتم بخير رغم كل شيء، فهذا هو الدين الموجود والرائج في السوق هذه الأيام

 

إرسال تعليق

0 تعليقات