علي الأصولي
مسألة العصمة، عصمة أهل البيت(ع) من المسائل الضرورية في المذهب،
وتعتبر هذه المسألة إحدى أهم الركائز التي انفرد بها الإمامية عن غيرهم، وبالتالي
تعتبر هذه المسألة ضرورة مذهبية لا ضرورة علمائية كما - اشتبه - بعضهم وذهابه على
أنها ضرورة علمائية ،
ومنشأ الاشتباه سوء فهم القراءة أو عدم التحصيل والمتابعة أو نحو
ذلك، فمثلا صاحب كتاب - مشرعة البحار - في المجلد الأول الصفحة - ٤٥١ - ٤٥٢ - نص
على أن العصمة من إنتاج وإخراج الصدوق والمرتضى والطوسي، إذ ذكروا براهين فنية على
عصمة الإمام، فاشتهرت بين الشيعة فجاء بعدهم علماء آخرون أكدوا عليها - أي العصمة
- منهم العلامة المؤلف - ويقصد المجلسي – انتهى.
أقول: ظاهر ما أفاد الشيخ آصف محسني، هو أن العصمة ليس من اختراع
الشيخ الصدوق والسيد المرتضى والشيخ الطوسي، بل إن هؤلاء أقاموا براهين فنية على
عصمة الإمام، ومن المعلوم أن إقامة البرهان فرع وجود المبرهن عليه بلحاظ سبق
الرتبة، يعني أن الله تعالى موجود وهذا لا يعني عدم ضرورة إقامة البراهين على
وجوده لا أقل للمحاججة ،
نعم: أن كان صاحب - المشرعة - مشرعة البحار - قاصدا أن العصمة لا
وجود لها من أصل في عصر الأئمة (ع) والأصحاب وتم اختراعها في عصور الغيبة على نحو
اجتهادي وصناعة الدليل عليها، فهذا رأي مردود جدا ولا احسب بأن الشيخ مع اطلاعه
يجازف بهذه الفكرة المغلوطة،
ويمكن الاستعانة بنص ووثيقة تاريخية للحسين بن سعيد الكوفي
الأهوازي في كتابه - الزهد - على شيوع العصمة في عصر النص وعصر الأصحاب، والحسين
هذا عاصر ثلاثة من أئمة الدين(ع) هم الرضا والجواد والهادي - عليهم السلام - وهذا
نصه ــ لا خلاف بين علمائنا في أنهم (ع) معصومون من كل قبيح مطلقا وأنهم (ع) يسمون
ترك المندوب ذنبا وسيئة بالنسبة إلى كمالهم (ع). انتهى.
وهذا النص التاريخي الذي عاش صاحبه في القرنين الثاني والثالث
الهجري ، كما تلاحظ يقطع الطريق على أنصاف المتعلمين وكون العصمة من اختراعات ما
بعد عصر الغيبة ، وكونها نشأت في وقت متأخر ، وكذا يقطع الطريق على دعوى أن
الأصحاب - كل الأصحاب - لا يعتقدون بالعصمة لأحد أهل البيت(ع)
نعم: بعض الأصحاب لا يذهبون وعصمة الإمام ، تبعا لنظرية - علماء
أبرار - ولكن هذا الاتجاه لا يعتبر الاتجاه الرسمي العام وعدم اعتقاد بعضهم له عدة
مناشىء بالتالي اعتقاد بعض الأصحاب وعدم العصمة ليس حجة على الآخرين ، وان نسبنا هذا
الاعتقاد إلى التقصير منهم في الجملة ،
إذن: لا خلاف بين علمائنا ، حسب نص الاهوازي دال على أكابر الرواة
المتقدمين منهم والمعاصرين له فلاحظ ، والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات