علي الأصولي
من اعنف الاختبارات التي عصفت بأتباع أهل البيت(ع) هو تسليمهم
لإمامة ابن سبع سنين المتمثل بالإمام الجواد(ع) فلك أن تتخيل وان ترجع أو أن تقلد
مرجعا دينيا صغير السن مع وجود الشيبة من المحصلين في النجف الاشرف أو قم المقدسة،
لترى جملة من الاعتراضات والغمز واللمز ونحو ذلك وأما لو كنت مشبعا بالثقافة
القرآنية فسوف تذعن من خلال تجارب ذكرها القرآن الكريم ودونك قوله تعالى ( يا يحيى
خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا) مريم/12/ وكذا الكلام في عسيى(ع) نفس الكلام ،
قال تعالى ( فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله
آتاني الكتاب وجعلني نبيا) مريم/29-30 /
ناهيك عن ما يقرره العقل وعدم الامتناع وعدم الاستحالة من تسنم
القيادة الدينية والروحية لمن هو في سن الصبا ، كون الملاك حاصل وهو تكامل الملكات
التي هي من تؤهل صاحبها لهذه المناصب بصرف النظر عن العمر ،
نعم: واجه الإمام الجواد(ع) هذا الاعتراض كثيرا على ما أخبرتنا بها
الروايات ، كما في الكافي - للكليني - عن حداثة السن بمفاد ، أنهم يقولون في حداثة
سنك .. فما كان من الإمام إلا إجابتهم بإجابات قرآنية تنبيهية وارشادية وتذكيرهم
بقصص من سلفه من الانبياء(ع)
مع أن الإمام مر بتجارب اختبارية لو مر بها أكابر فقهاء عصره
وعلمائه ما خرجوا من ضغطها إلا بهزيمة أو هزائم منكرة ،
وكيف كان: أفضل درس يمكن أن يستفاد منه وحداثة إمامة الجواد(ع) هو
الاعتماد على معيار الكفاءة العلمية من خلال الاختبارات المباشرة والتي بالتالي
قرأنا عنها في نصوص الفتاوى - ويعرف اجتهاد المجتهد واعلميته بالاختيار المباشر -
والتي وجدناها في الجملة شعارات لا محصل لها والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات