علي الأصولي
حكي أن السيد البروجردي حل ضيفا على بعض طلبة العلم في بيته ، وكان
من عادة البروجردي يحب اصطحاب أصحابه وطلبته أينما حل وارتحل ،
وبعد جلوسهم وتبادل أطراف الحديث بينهم ، سأل السيد البروجردي
الحاضرين عن أعلم الفقهاء في رأيهم؟
مع العلم ان أبرز فقهاء ذلك الوقت كانوا: آية الله حجت كوه كمري -
السيد محمد التبريزي - وهو من مراجع إيران ، وآية الله السيد محمد تقي الخونساري ،
وآية الله الصدر - السيد صدر الدين الصدر - صاحب التأليفات الكثيرة - وآية الله
الشيرازي ، وآية الله الاصطهباناتي - وهو ابو الحسن محمد بن عبد الحميد بن محمد
الموسوي الاصفهاني ، فقد آلت إليه المرجعية آنذاك وكان معاصرا للمحقق النائيني –
إلا أن سؤال السيد البروجردي لم يتفاعل معه أحد الحضار حيث كان
الصمت هو سيد الموقف،
وكان سبب الصمت هو أن بعض الحاضرين كان يرى آية الله حجت كوه كمري
هو الأعلم، ويرى آخرون أن غيره هو الأعلم، بالتالي لم يشأ احد منهم الإجابة
احتراما لمقام السيد البروجردي، إلا أن البروجردي أعاد عليهم السؤال مرة أخرى وكان
مما لا مناص والإجابة مع رعاية الاحترام، فقد ذكروا أن أحد الطلاب واسمه - الحاج
آغا مرتضى - أجاب بإجابة جدا ذكية ومع ذلك حفظ رعاية الاحترام للسيد البروجردي،
فقال هذا الطالب - مازحا - يا سيدي الذي يعطينا أكثر فهو الأعلم،
فضحك الحاضرون وقالوا : كلامه صحيح ؛ انتهى - سوانح الأيام -
نعم: أن الإجابة من قبل - حاج مرتضى - وان كانت فيها مسحة من
المزحة إلا أنها إجابة لا يمكن إنكارها في الجملة على اي حال ، فقصة تعيين الأعلم
والاتفاق على شخصه في العصور المتأخرة أثارت حولها أكثر من سؤال وتساؤل التي عدت -
فيها التساؤلات - من المحظورات والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات