سلام حمد آل بريبت
الفضلية كلمة جامعة لكل معاني الخير والحب، والتي تنبع من الذات
الإلهية ،كون الله تعالى يريد بنا الخير واليسر ،فالخير من عند الله والشر من
انفسكم . وبذلك فمنبع الفضيلة لابد ان يكون من ذات تكره الشر ؟وتريد بالإنسان
السمو والرفعة ،وحيث جعل الله خليفته في الأرض الإنسان، وأوكل له أعمارها وبناءها
،وهدم الظلم والفساد . فجعل الضوء ينبثق من تحت ،بينما الظلام فوقي يخيم من الأعلى
والحقيقة تشرق من ذات تأبى الرذيلة ،وتنفرها والإنسان بفطرته يحب الخير ويكره
الشر، وقد وجد علماء ان بعض المجتمعات البدائية ، التي تعيش في غابات الأمازون،
تحمل فضائل بالفطرة. ولكن ما هو الأساس في الفضيلة ؟ قد أشار الإمام الصادق عليه
السلام بقوله:النجاة في الصدق .
ومضمون النجاة يحتمل بعديه الدنيوي والأخروي، وعليه يقوم أساس
الملك وسياسة العباد في جلب المصالح ودرء المفاسد .والقرآن الكريم الذي عرفته ((
مصدر الهداية ومنبع المعرفة ومنهج للحضارة والسلوك )). يحتفل بالصادقين ويكرمهم
،بالمدح والثناء والصدق عرفته الإنسانية دون ان يشخصه، الدين لذلك لقب النبي
الأكرم بالصادق الأمين، حتى عجزت قريش أن تجد له رذيلة لصدقه، الذي انتشر بينهم
كما تنتشر النار في الهشيم. فلما جاءه الوحي احتاروا وعجزوا في تكذيبه. ويبد ان
الصدق الأصل الذي تتفرع منه كل الفضائل، وتنفر منه كل الرذائل ،ومن يتابع تقدم
الأمم يجد ،انها بنيت على أساس الصدق وأثمرت من ينابيعه ،ونهلة من مشاربة في
تعاملها، مع ذاتها وشعوبها .
والكذب مفتاح الخراب ،وبيت الداء والدرن ؟الذي يملأ القلب قيحا
ويستقر في النفس دملا ،فلا ينفع ان تفريه فتسريح منه إلا بالصدق، فهو يكويه ويشفيه
وهذه رواية من سيرة المصطفى عليه السلام فقد سأل:هل للمؤمن ان يسرق ؟ فقال نعم في
غفلة ، ثم قيل هل له ان يزني ؟قال:نعم في غفلة ، ثم قيل :هل له ان يكذب؟قال:لا
والله فإن فعلها، فليس بمؤمن.فالكذب رأس كل خطيئة ،وبداية كل سوء، وأساس كل رذيله
به تضطرب النفس، ويضعف إيمانها ،وتقل ثوريتها على الباطل، وماكان جيفارا لولا صدقه
مع نفسه ، وما شمخ الرسول إلا لصدقه، والحسين عليه السلام صدح بصدقه مع انه ضمن
عهداً من جده رسول الل،ه انه واخيه الحسن عليه السلام امامين قاما او قعدا ،
والصدق والكذب ضدان لايجتمعان ،ولا يرتفعان في شخص واحد، لكون كلاهما طارد للآخر
نافر منه .والكذب كالشوك من يطأه بقدمه، فلا يأمل منه غير الالم والوجع، ودم يسيل
فتنفر من رائحته النفس، والصدق كالبرتقال طيب الطعم طيب الرائحة تشتهيه النفس
الابية، كما تشتهي الطعام والشراب اذا طلبتها، ورفيق السلامة والأمان ،ومفتاح
العلم والمعرفة يكرم صاحبه لا للونه وعرقه ودينه ومذهبه وانما لصدقه وامانته،
والله صدق وعده إذ ينصر كل صادق ،ويخذل كل كاذب افاك يأخذ من الثعلب طبعاً ،ومن
الذئب غدرا ،ومن الخنزير سمة ،فيغدوا الى الأنعام اقرب من الإنسان ،والصادق بدرا
يتلأتلأ في ملكوت الفضيلة ،فيمسك من أهل العلم والمعرفة احتراما ، ووقارا ويصنع
للفقير خبزا، على قول المثل الشعبي:الصداق شارك الناس باموالها .
0 تعليقات