آخر الأخبار

فهم الباطن : ليلة القدر وحركة ما وراء الطبيعة ..

 

 


علي الأصولي

 

ارتبط مفهوم ليلة القدر إسلاميا بالأعمال التي هي من نشأة العالم الآخر والذي بدوره ينعكس سلبا أو إيجابا على هذا العالم. حيث - فيها يفرق كل أمر حكيم - على ما هو المصرح في النص القرآني.

ومن هنا دأب الناس وأعني بهم المتشرعة وأهل الدين على الفوز والظفر بهذه الليلة قياما بأعمالها كما نصت التعاليم الدينية في هذا الخصوص. نحو الخلاص والانعتاق من النار على أقل الفروض وعلى التنور ودخول عالم النور والمعنى على أعلى السقوف وكل بحسبه بالتالي وفي نهاية الأمر خاصة إذا عرفنا أن عالم النور أو عالم المعنى ذا مراتب مشككة على ما يصطلح عليها عند المناطقة.

 

والنور الذي نشده أئمة الدين(ع) وقبلهم عامة الأنبياء والمرسلين(ع) بل ونبينا(ص) ونشده الربانيين هو النور الروحي والفكري وان كان انعكاس الأول على الثاني مما لم يثبت بحسب الوجدان.

 

ودونك المسالك الصوفية حيث صفاء ذواتهم بحسب فهمهم لمعنى الوصول. لم يؤثر على أفكارهم وآرائهم في الجملة.

 

ما أريد بيانه: أن الدخول لعالم النور أو المعنى أو الباطن شرعة لكل مريد وهذا أصل لمن أراد. وعلى ضوء هذا الأصل .

 

يتقرر ما يلي: أن عالم الباطن الذي يسبح كل في فلكه من تاوية وبوذية ومتصوفة وعرفاء وغيرهم. هذا الباطن ليس مختصا لأحد ولا منسوبا لجهة دينية سماوية كانت أو أرضية ..

 

فالكل أمامه سواء. ولذا صح أن نقول أن الحالة الباطنية حالة لا دينية بالأصل. نعم جاءت الديانات والفلسفات الشرقية أو قل المسالك وأرباب الطرق لهذه الديانات والمذاهب محاولة لتهذيبها ووضع إشارات لمعالمها وإيضاح كشوفاتها واختراع مصطلحاتها ونحو ذلك.

 

أجل: الحالة الباطنية هي حالة حيادية ودور أرباب الباطن بصرف النظر عن مذاهبهم وثقافاتهم وفلسفاتهم عملوا على ضبط الحالة وصناعة الأهداف السامية بغية وغرض الوصول.

 

من قبيل رياضات وتأملات وعبادات وأوراد كل بحسب مفهومه لآلية الضبط والمنهجة.

 

ومن هنا وجدنا عند الكثير قدرات خاصة عبر عنها بالمواهب. ولذا نص المتصوفة على ما أفاد كبرائهم على أن {الأحوال مواهب والمقامات مكاسب} لا أريد الإطالة في مثل هذه الموضوعات كثيرا ولكن أردت بيان ما يمكن استفادته من ليلة القدر وتوظيف ما ورائها من أحوال وبالتالي مكاسب. والى الله تصير الأمور ..

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات