علي الأصولي
فرعون مصر الذي بدا ملكا وانتهى بادعاء الربوبية ، عاش في أوساط
الجهلة ممن قدسه طمعا والجبناء ممن خاف سطوته الرعناء ، فما كان من الله تعالى إلا
وتكليف نبيه موسى(ع) وإرجاع فرعون لرشده وإلا فهو الهلاك ، بالتالي إذا ظهر فرعون
فهذا كاشف عن غياب موسى التاريخي والمعاصر ، وإذا حضر موسى فهذا يكشف عن انحسار
دور فرعون أن لم نقل باختفائه من الساحة ، وهذه هي قصة الحياة وقصة الخير والشر
والنور والظلمات قديما وحديثا ،
نقل غير واحد قصة عن أحد ملوك القاجار الذي كان يحكم إيران
بالإرهاب والقوة فترة من الزمن كان ذاهباً الى نزهة في أطراف طهران مع رئيس وزرائه
فصعد على مرتفع حتى صارت طهران كلها تحت مرمى بصره وحينئذ قال له رئيس وزرائه -
وقد عظمت السلطة في عينه - لماذا يتدخل علماء الدين في السياسة ويحاربوننا على
السلطة لنقضِ عليهم ونجتث جذورهم فنرتاح ، وكان يحاول خلال هذا الكلام ان يثير
الملك على علماء الدين الا ان الملك أخذ ينظر الى آفاق مدنية طهران حتى أشار بيده
الى موقع بيت العالم الجليل ميرزا محمد علي كني ، أحد كبار علماء طهران آنذاك فقال
أتعرف صاحب ذلك البيت ،
قال: رئيس الوزراء نعم ، انه بيت الميرزا محمد علي كني
فقال الملك لو أفتى هذا العالم بغلق أبواب طهران لما استطعتُ انا
ولا أنت ان نفتحها وندخلها ؟ انتهى.
نعم: عندما نعرف بأن شجاعة وحكمة وتراث موسى(ع) وغيره من الأنبياء أولي
العزم بيد من سار وخطى وانتهج مسار الحق فيمكن أن يطمئن الناس وضعف حضور فرعون
وهيمنته وسطوته وجبروته ، ولكن عندما نجد لفرعون أكثر من صورة وظهور وحضور متعدد
فهذا معناه لا فقط موسى قد اختفى من المشهد بل حتى الطريق المفترض أنه يمثله وهنا
يدخل الناس التيه وتشابه الرايات وبالتالي الضلال والضياع والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات