د. محمد ابراهيم بسيوني
فيروس الكورونا أصبح
ذكى في التعامل مع الأجسام المضادة. والأشخاص غير المحصنين بلقاح الكورونا يقومون
بأكثر من مجرد المخاطرة بصحتهم، إنهم يشكلون خطراً على الجميع في حال أُصيبوا
بفيروس كورونا. ويعود السبب بذلك إلى كون المصدر الوحيد لمتغيرات فيروس كورونا
المستجد هو جسم شخص مصاب بالفيروس. الأشخاص غير الملقحين هم مصانع محتملة
للمتغيرات الفيروسية. فكلما زاد عدد الأشخاص غير الملقحين، كلما زادت فرص تكاثر
الفيروس. وعندما يحدث ذلك، فإن الفيروس يتغير، ويمكن أن يتسبب الأمر في حدوث طفرة
أكثر خطورة في المستقبل.
وتخضع جميع الفيروسات
للتحور، ورغم أن فيروس كورونا ليس معرضاً لإنتاج طفرات بشكل خاص، إلا أنه يتغير،
ويتطور.
هذه السلالات
المتحورة من الكورونا
هي ألفا (المتحور
البريطاني)، بيتا (المتحور الجنوب افريقي)، جاما (المتحور البرازيلي)، دلتا (المتحور
الهندي)، ابسلون (المتحور الامريكي)، وثيتا (المتحور الفلبيني) وغالبية التحورات لا
تعني شيئاً بالنسبة للفيروس، ويمكن لبعضها أن يُضعفه. ولكن في بعض الأحيان، يطور
الفيروس طفرة عشوائية تمنحه ميزة، مثل قابلية انتقال أفضل على سبيل المثال، أو
تكاثر أكثر كفاءة، أو القدرة على إصابة مجموعة كبيرة ومتنوعة من المضيفين بالعدوى.
وتتفوق الفيروسات
التي تتمتع بميزة على الفيروسات الأخرى، وهي ستشكل في النهاية غالبية جزيئات
الفيروسات التي تصيب شخصاً ما. وإذا قام ذلك الشخص المصاب بنقل الفيروس إلى شخص
آخر، فهو سينقل النسخة المتحورة. وإذا كانت النسخة المتحورة ناجحة بدرجة كافية،
فإنها تتحول إلى متغير. ولكن، يجب عليها أن تتناسخ للقيام ذلك، ويوفر الشخص غير
الملقح تلك الفرصة. والفيروسات التي لا تنتشر لا يمكن أن تتحور.
نشأت المتغيرات في
جميع أنحاء العالم، وظهر المتغير "B.1.1.7"،
أو "ألفا"، لأول مرة في إنجلترا.
ورُصد المتغير "B.1.351"، أو "بيتا"، لأول مرة في جنوب أفريقيا.
وظهر متغير "دلتا"،
المعروف أيضاً باسم "B.1.617.2"، لأول مرة في الهند. وفي الولايات
المتحدة، نشأت العديد من المتغيرات الخاصة في البلاد، بما في ذلك سلالة "B.1.427"، أو "Epsilon" التي رُصدت لأول مرة في كاليفورنيا، و"B.1.526"، أو متغير "Eta"، الذي
رُصد لأول مرة في نيويورك.
وحتى اليوم، تحمي
اللقاحات الحالية من جميع المتغيرات بشكل جيد، ولكن، قد يتغير ذلك في أي لحظة. ولهذا
السبب، يرغب الأطباء، إضافةً لمسؤولي الصحة العامة بتلقيح المزيد من الأشخاص. فهناك
سبعة دول عالميًا اشترت 80% من الأمصال عبر العالم، وهذا ليس بجيد، حيث يجب أن
يكون هناك جهود عالمية مشتركة لمواجهة الفيروس.
0 تعليقات