عبد القادر الحيمى
قادة التقراى الذين يقودون عملية ( الولا
ابا نقا) العسكرية لتحرير إقليم التقراى
حَدَثَ بالأمس تطور استراتيجي في غاية الأهمية على الصعيد العسكري
الميداني، على محاور القتال في إقليم التيغراي الإثيوبي، بعد سيطرة قوات دفاع
التيغراي TDF بالكامل على جنوب
إقليمهم، وإعلانهم سيطرتهم على “رايا” عصر أمس، وذلك بعد معارك حامية خاضوها، بدأت
قبل ثلاثة أيام، وتوالت حتى الأمس بسقوط مناطق “كورم، تعان والماطا”. كما استعادوا
أمس الأول في والغاييت على مصنع سكر “عدى رمظ” والذي شيدته “ازيب مسفن” زوجة
الراحل ملس زيناوي.
وعصر أمس، أعلن التيغراي استعادتهم وسيطرتهم على “رايا” مما يعني إحكام قبضتهم
العسكرية بالكامل على كل جنوب التيغراي المتاخم لإقليم الأمهرا. وتأتي هذه
العمليات العسكرية إثر إعلان قوات دفاع التيغراي إطلاقها لهجوم عام قبل ثلاثة
أسابيع باسم “الولا ابا نقا” وهو قائد التيغراى الذي هزم الجيوش الإيطالية في
معركة “عدوة” الشهيرة.
وفي خلال أقل من عشرة أيام، تمكّن التيغراي من استعادة مناطق واسعة
في إقليمهم، توج بدخول قواتهم لعاصمتهم التاريخية “ميكيلي” وألحقوا هزيمة مريرة
بقوات الجيش الفيدرالي الإثيوبي – والذي تحوّل اسمه إلى قوات دفاع الجيش الوطني
الإثيوبى ENDF – والقوات الحليفة من
الجيش الإريتري ومليشيات الأمهرا “فانو” وقوات الأمهرا الخاصة، وأسر التيغراي
لأكثر من 6 آلاف من جنود آبي أحمد، مما حدا بحكومة أديس أبابا بوقف إطلاق النار من
جانب واحد وسحب الجيش الحكومى. بينما أعلن التيغراي مواصلة القتال لتحرير واستعادة
كل مناطقهم.
الطريق إلى الحمرة الاستراتيجية
بعد استعادة التيغراي وسيطرتهم على رايا (المطا، وكورم) تحتشد
قواتهم وتتّجه نحو “ولدايا” في “والو” لقطع الطريق بين “والو” و”قوندر”، وحالياً
قواتهم على مشارف الطريق بين “والو” و”قوندر”.
وكانت تدور الأسبوع الماضي، معارك شَنّها التيغراي قُرب مدينة
“ولدايا” شمال ولاية والو، وعاصمتها “ديسي” وهي احدى ولايات الأمهرا الثلاث، ولاية
قوندر وعاصمتها قوندر، ولاية “قوجام” وعاصمتها “بحر دار” عاصمة أقليم الأمهرا.
والمحور الثاني هو جنوب وجنوب غرب التيغراي، حيث تمّت السيطرة على
عدة مواقع حصينة بعد معارك ضارية في الطريق الذي يقع بين “قوندر” و”الحمرة”
القريبة من الحدود السودانية. ومن المتوقع شن التيغراي، هجوماً كاسحاً على “دانشا”
للسيطرة عليها، حيث فرضوا عليها حصاراً مُحكماً منذ أسابيع، وتقع شرق “الحمرة” على
بُعد 70 كيلو منها، وتتوسط الطريق ما بين “قوندر” والحمرة.
ويعتبر قطع التيغراي لطريق “والو – قوندر” والطريق ما بين “الحمرة،
دانشا وقوندر” بمثابة عزل الحمرة تماماً؛ بل وكل مناطق غرب التيغراي، ومنع وصول
الإمداد بكل أنواعه وعزل كامل للقوات الحكومية والإريترية ومليشيات الأمهرا.
مدينة “الحمرة” تشكل هدفاً استراتيجياً للتيغراي، وهو المنفذ
الدولي الوحيد لهم، كما أنها تشكل رأس مثلث الحدود “الإثيوبية، السودانية
والإريترية”، حيث يفصلها نهر سيتيت عن إريتريا ويوجد جسر يربط بين الحمرة وأم حجر
الإريترية، مما يتيح وصول المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة عبر السودان، خاصة
وأن المجاعة بدأت تفتك بالمواطنين. وكانت القوات الحكومية والمليشيات قد منعت
منظمات الإغاثة الدولية من توصيل مساعداتها للإقليم، ودمّرت الجسور لوضع العراقيل
لوصول الإغاثة عبر الطرق البرية، واشترطت الحكومة الإثيوبية تفتيش الطائرات
المحملة بالإغاثة قبل توجهها إلى مطار ميكيلي، مما وضع قيوداً وعقبات كثيرة في
توصيل المساعدات الإنسانية وانسيابها لضحايا المجاعة.
أدى وصول قوات دفاع التيغراي إلى منطقة والغايبت جنوب التيغراي إلى
فقدان الأمهرا للموسم الزراعي في والغايبت، وسبق ذلك خروجهم من الفشقة، لأن سقوط
“دانشا” يكون الشلل أصاب “عبد الرافع وماي خدرة” بفقدان الأمهرا لمناطقها الزراعية
والتي صارت تشكل أهمية استراتيجية اقتصادية بعد طرد القوات المسلحة السودانية
لمزارعي الأمهرا من الفشقة، وهو ما يعني شبه مجاعة قد تضرب إقليم الأمهرا، وضياع
الموسم الزراعي بالكامل لهذا الخريف الحالي.
0 تعليقات