آخر الأخبار

الجهل بمصنفات المذاهب ..

 


 

 

علي الأصولي

 

قيل - من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب - نعم يبدو لي بأن الخصم زاد من عجائب وغرائب ما ينشره بين أوساط غير المختصين وأنصاف المتعلمين ،

 

فها هو قد اطل بنشر كتاب - العلل ومعرفة الرجال - عن الإمام أحمد بن حنبل - وفيه أن أحمد بن حنبل سئل عن جعفر بن محمد الصادق(ع) فقال عنه - ضعيف الحديث مضطرب - وهذا النص المنسوب لأحمد إمام الحنابلة ، حاول الخصم تعزيز فكرته وكون للإمام شخصية ظاهرية وأخرى باطنية، إحدى هذه الشخصيات يتعامل بها مع الناس والأخرى يتعامل بها مع خلص أصحابه ، وعلى إننا نؤمن أن للرمز أن يتحد بطانة ممن يتوخى فيهم الإخلاص والهمة والأخرى يتعامل بها مع عامة الناس على أن لا تختلف شخصيته الباطنية عن الظاهرية إلا وما يناسب الحال والمقام ، بيد أن الخصم يحاول إظهار هذه الحالة على أنها ازدواجية وحقيقتها نفاق مبطن ،

 

ما يهمنا هو أن الخصم جاهل بمصنفات المذاهب وتواريخها وهذا الجهل ينعكس على عموم قراءاته واثارانه ومنها القرآنية ،

 

أحمد بن حنبل له جملة من المصنفات المذكورة باسمه أشهرها هو - المسند - مسند الإمام أحمد - ومنها - العلل ومعرفة الرجال - فقد ذكره العقيلي في - الضعفاء - أنه قرأه على عبد الله عن ابيه ، ومنها غير ذلك من تصانيف ،

 

لعل اجزم بأن الخصم لا يعرف بأن الإمام أحمد لا يرى وضع الكتب بل وينهى أن يكتب عنه كلامه ومسائله ولو رأى ذلك لكانت له تصانيف كثيرة ولنقلت عنه كتب ، فكانت تصانيفه منقولات ، وهذا ما ذكره ابن الجوزي وهو يتحدث عن أحمد ولا أظن بأن الخصم يعرف أحمد أكثر مما يعرفه ابن الجوزي ،

 

بالتالي ، معرفة هذه المعلومة من ابن الجوزي من الأهمية بمكان في تصوير المنحى العام لمصنفات أحمد بن حنبل بالنتيجة كل تصانيفه منقولات عنه فلاحظ ،

 

فمثلا - المسند - وهو أعظم تصنيفات الرجل بعد أن جمعه بأوراق هنا وهناك إلا انه بادر بإسماعه لأولاده قبل مماته ، بالتالي لم ينقح ويهذب اكبر كتبه فما بالك بغيرها مثل - العلل ومعرفة الرجال -

نعم: قام عبد الله بن أحمد بن حنبل بإخراج المصنف مع وقوعه بخلل في جملة من مواضع الكتاب وإن كانت لا تمس جوهره على ما ذكر بعض المهتمين بالمذهب الحنبلي ،

 

بالتالي: أن أدرج الخصم كلاما منقولا عن أحمد بن حنبل يصف به جعفر بن محمد الصادق(ع) بأنه مضطرب فيمكن رد شهادة هذا النقل مع السيرة والمسيرة لإمام الحنابلة واحترامه لآل البيت وبالأخص جعفر الصادق(ع) ودونك مواقع الحنابلة العلمية ،

 

واليك نموذج يؤيد السيرة والمسيرة وما ندعيه ، علق أحمد بن حنبل على سند فيه الإمام علي الرضا عن أبيه موسى الكاظم عن ابيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عن رسول الله - صلوات الله عليهم أجمعين - قائلا - لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرىء من جنته - الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي ،

بالنتيجة: من الشجاعة ، شجاعة الخصم ومواجهة خصومه وعدم الاكتفاء بالانطواء على مؤيديه ، فهذا يذكرنا بقول الشاعر إذا خلا الجبان بأرض فلاة تذكر وحده النزال والقتالا ، والسلام ..



 

إرسال تعليق

0 تعليقات