علي رحيل
شركاؤنا في بلداننا العربية من قوم عيسى منهم من ربط الدين باللغة
رغم علمهم الغزير وآخرون أخذوا قولة من قال أبت العربية أن تتنصر فقالوا العربية
تجمعنا سواء كنا مسيحيين أو مسلمين فنجد الكاتب مارون عبود وهو ماروني سمى ابنه
محمد إيمانا منه أن محمد بن عبد الله نبي العرب ونبي المسلمين كلهم وكثيرون ساروا
على نهجه حتى قال شاعرهم :
رسالة الله لو حلت على جبل ... لأندك فيها وأضحى بطن أخدود
والشاعر حليم دموس الذي ألف 114 رباعية على عدد سور القرآن فيها من
الجمال الشعري مالايمكن الإحاطة به ببضع كلمات هنا ولاننسى ايضاً غنيت مكة من
كتبها ومن لحنها ومن غناها أيضا ..
شعراؤنا أيضا تغزلوا بالسمراء من قوم عيسى ... من أباح لها قتل
إمرئ قاسى بها ولها ... أردت بِيعتها أشكو القتيل لها .... وغناها ناظم الغزالي
وأخطأ حين قال بيعتها بفتح الباء والبيعة بفتح الباء يمين الولاء والطاعة والصواب
قول الشاعر أردت بِيعتها بكسر الباء والبِيعة هنا صومعة الراهب .
وشاعر أخر حين علم أن القوم قد رحلوا بمن يحب ذهب للبحث عنهم ووجد
راهباً بالناقوس منشغل فجعل منه موظف استعلامات وبرج مراقبة بسؤاله : ياراهب الدير
هل مرت بك الأبل .
وليس في الشعر والأدب وحده هذا التقارب بين ساكني الوطن الواحد وإن
اختلفت أديانهم ففي الحياة الاجتماعية والتعايش بين الجيران يروي عبد الرحمن عزام
أول أمين عام للجامعة العربية أن أمه كانت شديدة التدين وفي يوم وهو عائد للبيت
وجدها تبكي وقد لبست السواد وتستعد لزيارة جارتهم أم جرجس فسألها إن كان حدث لهم
شيء ؟ أخبرته أن مصيبة حلت على رأس أم جرجس المسكينة فقد دخل إبنها الإسلام وسمى
نفسه مصطفى وهى منذ الصباح - تبكي وتولول وأنت عارف ياأبني قلب الأم – وهى ذاهبة
لتشاطرها أحزانها !!!
اليوم وبعد أكثر من ألف سنة من نزول قل ياأيها الكافرون وبعد أن تدخل
الإنجليز في إسلامنا وبعدهم الأمريكان لا أقول إلا ماقاله ذاك الفدائي الذي أراد الاحتماء
من مطارديه أيام كانت قضيتنا واحدة وربنا واحد وإن إختلفت أدياننا :
قل للسوادن يفتحن الصوامع لي .... فالريح صرٌ وبرد الغور أذاني
وبالفعل الريح صر فأحتموا فقط بأوطانكم
0 تعليقات