كوال كوال ميونق
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﻬﺒﻮﺍ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﻭ ﺣﻮﻟﺖ إﻟﻲ ﻓﻠﻞ ﺿﺨﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻔﻮﺭﻧﻴﺎ ﻭﺳﺪﻧﻲ
ﻭﻣﺪﺭﻳﺪ ﻭﻟﻨﺪﻥ .
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﻄﻤﻮﺍ ﺣﻠﻢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺇﺭﺳﺎﺀ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ .
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ استعدونا ﻋﻠﻲ ﺟﻴﺮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﺔ ﻭﺧﻠﻘﻮﺍ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﺪﺍﻭﺍﺕ
ﻭﺣﺰﺍﺯﺍﺕ ﻭﺩﻣﺎﺀ ﻭﺣﻘﺪ .
الآﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ انهارت ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺷﻲ ﺇﻻ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺠﻮﻋﻲ ﻭﺟﺜﺚ
ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮﺍ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻓﺘﺴﺎﻗﻄﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ إلي ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﺇﻥ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺰﺍﺣﻔﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﻃﻮﻝ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻬﺎﺭﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﺤﻴﻢ ﻭﺳﺠﻮﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻬﻮ ﺃﻛﺒﺮ استفتاء ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺭ الانفصال ﻛﺎﻥ
ﺧﺎﻃﺌﺎ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻮﻓﻖ .
ﻟﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﻣﺘﻌﻠﻤﻲ ﻭﻣﺜﻘﻔﻲ ﺃﺑﻴﻲ ﻓﻲ اختيار الانفصال ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﻞ ﺇﻧﻨﺎ
ﻧﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ استعداء ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ
ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻌﻲ لتحطيمه ﺩﻭﻥ أﻱ ﻣﺒﺮﺭ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺃﻭ ﺃﺧﻼﻗﻲ .
ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺭﺑﻨﺎ ﺣﻔﻈﺖ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻵﻥ ﻧﺤﻦ ﺯﺍﺣﻔﻮﻥ إليه ﺑﺎﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻫﺮﺑﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺟﻮﻋﺎ ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ ( أﻧﺎ ﺍﺑﻴﻲ ) ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺃﻻﺗﻲ :-
1/ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻛﻞ ﺳﻜﺎﻥ ﺃﺑﻴﻲ إلي ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺣﺘﻲ ﻳﻠﺘﺤﻖ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﺼﻮﻝ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ .
2/ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﺍلإﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ إﻟﻲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻣﻌﻪ .
3/ ﺍلإﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻔﺎ ﺣﺘﻲ ﺗﺘﺮﺍﺟﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ
ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭ ﺳﻠﻔﺎﻛﻴﺮ ﻋﻦ ﻧﻬﺐ ﻣﺮﺗﺒﺎﺗﻨﺎ .
4/ ﻋﻘﺪ ﺗﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺣﺘﻲ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻲ ﻣﻮﺍﻃﻨﻲ
ﺃﺑﻴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺷﻤﺎﻻ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﺔ . ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﺎﻣﻠﻴﻦ ﺳﺎﻫﻤﺎ ﻓﻲ
ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺃﻫﻞ ﺃﺑﻴﻲ ﻣﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﻪ :-
1/ ﻗﺮﺍﺭ ﺣﺮﺍﻣﻴﺔ ﺟﻮﺑﺎ بإﺳﺘﻼﻡ ﻣﺮﺗﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺃﺑﻴﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻔﺎ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ ﻭإﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ؛ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺷﻮﺍﻝ ﺫﺭﺓ ﻭﺍﻵﻥ
أﺿﺮﺏ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ ﻣﻮﻇﻒ ﻭﻋﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ .
2/ ﺍﻟﻤﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺒﺮﺕ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﻮﺑﺎ ( ﺩﻳﻨﻜﺎ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ )
ﻣﻦ إﺳﺘﺠﺪﺍﺀ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻟﻔﺘﺢ ﺣﺪﻭﺩﺓ ﻭﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﻣﻮﺍﻃﻨﻲ ﺃﺑﻴﻲ ﻭﻫﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﻟﺰﺣﻒ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﺎﻵﻻﻑ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻵﻻﻑ ﺍﻷﺳﺮ إﻟﻲ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺠﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .
ﺇﻥ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻻ ﻗﻴﻤﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ
ﻓﺎﻟﺠﻼﺑﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ إﺫﺍ ﺑﻌﻨﺎ ﺑﻀﺎﺋﻌﻨﺎ ﺑﺎﻟﺠﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﻧﻌﻤﻞ ﺑﺔ ؟ ﻓﻼ ﺩﻭﻻﺭ ﻭﻻ ﺑﻀﺎﻋﻪ
ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ إﺣﻀﺎﺭﻫﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ .
ﻟﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﻓﺤﺘﻲ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺗﺠﺎﺭ أﺑﻴﻲ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺠﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﺔ ﺑﻼ ﻗﻴﻤﺔ .
ﺇﻥ ﺳﻜﺎﻥ ﺃﺑﻴﻲ ﻫﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻮﺍﻃﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ إﻣﺘﻼﻙ ﻟﻠﻤﻨﺎﺯﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻗﺒﻞ
ﺍلإﻧﻔﺼﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﺑﺨﺴﺔ ﺑﺘﺤﺮﻳﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺧﺪﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻧﺸﺮﻭﺍ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ سيقتلون ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺍلإﻧﻔﺼﺎﻝ ﻭإﻥ
ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺳﺘﺒﻨﻲ ﻟﻬﻢ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ، ﻷﻥ ﺑﺘﺮﻭﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ
ﻛﺘﻴﺮ ﻭﺳﻜﺎﻥ ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺪﻋﺔ إﻧﻜشفت ﻓﻘﺪ ﺗﺤﻮﻝ ﻣﻮﺍﻃﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ إﻟﻲ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺗﺤﺖ
ﺍﻟﺸﺠﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻣﻤﺘﺎﺯﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﻣﺎﺀ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﻨﻈﻤﺔ ( أﻧﺎ ﺍﺑﻴﻲ ) ﺗﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﺃﺑﻴﻲ ﺷﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﻞ
ﺳﻜﺎﻥ ﺃﺑﻴﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺷﻤﺎلا .
0 تعليقات