آخر الأخبار

الحور العين…. ولذة الجنة

 




 

عز الدين البغدادي

 

هناك من يرى ويصر على أنّ لذّة الجنة هي لذّة معنوية، ويستثقل ويستصعب أن تكون الجنّة مكانَ تنعّم ولذّة. لكن، لماذا تحدّث القرآن عن جنة ونساء بل وولدان؟ إن هذا الطرح لا يتنبّه إلى أنّ لذة المأكل والمنكح حقيقة لا يُخجل منها وأنّ الله تعالى عندما رغّب الناس فيها وهو يعلم أن كثيراً من الناس لا ينالها أو ينالها بعسرٍ حتى لا يهنأ بها. وأنّ الإنسان من حقّه أن يسعى لتحصيلها وليس يُنكر عليه ذلك وأنّ من حقّ كلّ إنسانٍ أن يحصلها في الدنيا. وربّما تجد ممن يعظ من تزوّج من اثنتين أو ثلاثٍ أو أكثر لكن إذا وعظ الناسَ بيّن أنّ أقبح شيء في المرء أن يسعى نحوها!!

 

إنّ الله عز وجلّ عندما رغّب الناس فليس فقط ليصف الحنّة فقط ويدعو المرء إلى أن يضمن له منها حظّاً، بل ليقول للإنسان: إنّ من حقّك وحاجتك أن تتمتّع بها، لذا حثّ المؤمن على أن يتمتّع بمباهج الدنيا دون مأثم فقال: ( وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) وقال: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ، أي إنّ ليس أمرا صعبا أن نتصور التمتع مع الحياة يجتمع مع الإيمان بالله.

 

عموما هذه المسألة قديمة، حيث ذهب بعض الفلاسفة ممن نفى المعاد الجسماني إلى إثبات أن البعث يكون للأرواح فقط، وأن النعيم والعذاب يقع عليها فقط، وقضية البعث والجنة والنار كلها قضايا إيمانية أي إننا نؤمن بها بحسب النص، والنص أثبت وجود اللذات الحسية فلا معنى لأن نأخذ ببعض المسألة ونترك بعضها.

 

الكثير من هذه المواقف جاءت رد فعل على الدعاية الداعشية التي كانت تدفع المقاتلين للانتحار ترغيبا لهم في الحور العين، وبالتالي فهو مجرد رد فعل. مع العلم ان وردت روايات مبالغ فيها جدا في وصف الجماع في الجنة، فمن ذلك ما روي عن أبي هريرة عن النبي (ص) أنه سئل: هل يمسُّ أهل الجنة أزواجهم؟ قال: نعم، والذي بعثني بالحقّ، بذكَرٍ لا يملّ!! وفرج لا يحفى، وشهوة لا تنقطع.

 

وفي حديث أخر أيضا عن أبي هريرة أيضاً أنّه قال: يا رسول الله، أنطأ في الجنة؟ قال: نعم، والذي نفسي بيده دَحماً دَحما ، فإذا قام عنها رجعت مطهَّرةً بِكرا. (دحما دحما: أي جماع بعد جماع بدفع وعنفٍ وإزْعاج).

 

ولا يخفى ما فيها سندا ومتنا، لكن يبقى الأمر الأساس في أصل القضية التي لا يمكن نفيها.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات