علي الأصولي
للاجتهاد الفقهي بمعناه الشيعي الإمامي وصيغته الصناعية في معاهد
العلم النجفي والقمي يمر عبر آليات مقدماتية معروفة ابتداء بالمقدمات ومروراً
بالسطوح والسطوح العالي وانتهاءً بملكة الاجتهاد التي يجدها الطالب المجد بعد سيره
العلمي الحثيث نحوه فالثبوت الذي يجده الطالب بعد طي المراحل أو حرقها إذا كان ذا
ذكاء عالي بحيث يجد بان بعض المحطات ما هي إلا مضيعة للوقت وبغض النظر عن هذه
الطريقة أو تلك في توليد الإحساس الوجداني بوجود ملكة الاجتهاد لا يمكن الركون إلى
أي من تلك الطرق في إثبات الادعاء إلا بمبرز خارجي يكون بمثابة العلامة لنيل هذه
الملكة وهذا المبرز يتخذ عدة صيغ معروفة عندهم منها البحث الفقهي على مستوى الخارج
ومنها شهادات أهل الخبرة ومنها الآثار الدالة على صدق الدعوى على أن هذه الصيغ
الثلاثة أعلاه البحث الخارج الفقهي والأصولي كتابة أو درسا ،
نعم ، شهادات أهل الخبرة، والآثار الدالة توفرت بشروطها الموضوعية
- لا الإعلامية - عند من ادعى الاجتهاد ، فمدعيها مجتهد بلا كلام ،
بالتالي، إغماض النظر عن الأدلة الإثباتية بالحقيقة هو إغماض عن
حقيقة وجود الشمس في رابعة النهار، نعم ربما يتمسك بنفي اجتهاد أو حتى اعلمية
المدعي فيما لو سمع شهادة نافية - بصرف النظر - عن النافي اطلع على قيمة الدعوى
وبين خطأ مستنداتها او لم يطلع من اصل كما هو المعمول به في الجملة أن لم نقل
بالجملة ، بالتالي يكون النفي لا قيمة له إلا عند - عباد الأسماء والعناوين - ومن
سار وركب موجه السطحيين ، وهي - أعني شهادات النفي - ليست أول قاروة تكسر في
مجالها ،
الكثير يسأل وربما يطالب هل فرغت ساحة العلم والفقاهة بين صفوف
طلبة مدرسة السيد محمد الصدر الشهيد الثاني ، فإن لم تفرغ فأين هم بالضبط من
الخريطة العلمية أو الحوزوية ،
بيد أن هذا السؤال مشروع في بابه ويمكن الإجابة عنه باختصار شديد
بعد أن نعرف كبرى - أن ثبوت الاجتهاد أصعب من إثباته - وان طرحت الإثباتات فلعل
أجزم بأن أول من يحاول نفيها وقبل أن يجتهد الأخر بنفيها هو الخط العام المحسوب
على هذه المدرسة بصرف النظر عن مبررات هذا النفي ولكن كقدر متيقن جامع النفاة هو
الجهل أو الحسد ولآ ثالث في البين ، والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات