علي الأصولي
المعروف بالوسط أن البحث في أصول التفاسير القرآنية والشؤونات
القرآنية يكاد أن ينعدم لولا بعض الدعوات التي نادى بها غير واحد وإحياء علوم
القرآن ، وبالمحصلة أن وجود النرس القرآني ليس وجودا فاعلا بالمنطقة العلمية
البحثية بقدر ما هو وجودا منفعلا متأثرا بصيحة هنا وصيحة هناك ،
وهذا الانفعال لم يقتصر على البحث القرآني ، بل تعدى إلى البحث
الفلسفي أيضا ، فهو جاء كردة فعل تجاه حالة معينة كما هو المعروف بقصة كتاب -
فلسفتنا - على سبيل الفرض ،
وهذا أمر ليس وليد اللحظة فهذا المجدد المرحوم محمد رضا المظفر
يحدثنا في - أوراقه - عن اجتماع في دار الشيخ عبد الله السبيتي سنة - ١٣٤٥ - هجرية
٢٩ شوال - بحضور جماعة منهم آغا نجفي السيد محمد تقي ابن السيد محمد الموسوي
الشهرستاني الحائري ، اجتمعوا لأجل ما أحدثه المبشرون - النصارى - في بلاد العمارة
، حيث تناها إلى أسماعهم دخول جملة من الناس لدين النصارى بعد الدعوة التبشرية ،
وهذا مما أثار حفيظة مراجع التقليد في النجف آنذاك حتى أرسل الأصفهاني ابو الحسن
الشيخ حبيب المهاجر العاملي لغرض الإرشاد والتوجيه ،
وهنا تشكلت حلقة سريعة من الشيخ المظفر وبعض رفاقه للتدريس ، تدريس
الرد على النصارى عند الشيخ البلاغي على متن كتاب - دين المصطفى - علاوة على قراءة
وتدريس منظومة الملا هادي السبزواري ، حيث شرع المظفر بتدريس هذا المتن الفلسفي
لايمانه العميق بالفلسفة وبالتالي ضد الحملات التبشرية ، بل ذكر جعفر الخليلي في
كتابه القيم - هكذا عرفتهم - ج٢ - من أن عملية تحضير الأرواح التي حضرها الشيخ
المظفر بعض مجالسها هي من حفزته ودفعنه وساقته والتعمق والتعلغل في دراسة الإلهيات
والتصوف ودراسة فلسفة الملا صدرا وتفهم أسراره فيما بعد ، انتهى:
وكما ترى فرق بين دراسة وتدريس أي مادة بلحاظ كونها فعالة وأساسية
وبين كونها تطلب وقت الحاجة والطلب فتكون على الفرض الأول فاعلة وعلى الفرض الثاني
منفعلة والأصل في العلوم فاعلة وحاضرة لا منفعلة بردات الفعل وتختفي باختلاف
الوازع ،
وهذا ما نلاحظه كثيرا والرد على إشكالات وشبهات وتساؤلات الآخرين
فلا تحضير ولا تعب ولا نصب للمادة إلا بعد مواجهة المشكل ، بينما نبه القرآن
الكريم وبيانات أئمة الدين(ع) وضرورة سد الذرائع قبل النوازل ، فلاحظ والى الله
تصير الأمور ..
0 تعليقات