عز الدين البغدادي
هل يعقل ان كل ما يمر
به البلد منذ ما يقارب 20 سنة من مصائب وكوارث وفقدان الاستقلال وسيطرة القوى الأجنبية
وتمزيق الشعب وأهانته وإذلاله وتسلط الفاسدين بقوة السلاح وهدر المال وتحطيم البني
الارتكازية المعنوية والمادية وانعدام الخدمات والاستخفاف بالحياة البشرية وفساد
القضاء وانهيار المنظومة القيمية وشيوع الرذيلة والفساد وتعاطي المخدرات وانتشار الإلحاد
لا يمثل كله سببا كافيا للفقهاء والمجتهدين في اتخاذ موقف قوي حقيقي من السلطة
الفاسدة والتدخل الأجنبي؟
هل يرضيكم بان وجودكم
وسلطتكم الدينية لا تمثل أي مصدر للقلق عند الفاسدين والمتلاعبين بحقوق الشعب؟ ألم
تحثوا الناس على الاشتراك في الانتخابات ودعم قوائم معينة، وهو ما يعني مشاركة في
العملية لسياسية ودعما لها؟ إن من أعظم ما أوجب الله على العلماء أن يكونوا مقدمة
الناسِ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا منكر أعظم من هذا الذي يحصل الآن
في العراق.. لقد حدد علي أمير المؤمنين (ع) ما يجب على أهل العلم من الوقوف مع
الشعب ضد الطغاة الفاسدين فقال : ... "ولولا ما أخذ الله على العلماءِ أن لا
يقاروا على كظّة ظالم ولا سغبِ مظلوم؛ لألقيت حبلها على غاربها ولقيتُ آخرها بكأسِ
أولها".
إن مسؤولية العلماء إذن في أن لا يقاروا على
كظّة ظالمٍ ولا سغب مظلوم وأن لا يشتغل الفقيه بأي أمرٍ يلهيه عن ذلك وأن لا
يتعلّل بالبحث والدرس كما يفعل قوم يرون أنّهم ليس عليهم غير التدريس والإفتاء.
وأذكرهم بقول الإمام
علي (ع): أأقنع من نفسي بأن يقال لي أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكارة الـدهر أو
أكـون أسوة لهم في جشوبة العيش؟ فاللقب
الذي يحمله المجتهد لا ينبغي له ان يقتنع به دون أن يكون جزءا من الأمة في معيشتها
ومعاناتها.
ان دعوى ان المجتهد
الفلاني غير راض او انه رفض اللقاء بسياسي من السياسيين ليس موقفا كافيا لمن يملك
قوة أكبر على التأثير، لذا لا بد من تصحيح الأمور بموقف فعلي قوي حازم واخذ موقف
علمائي شعبي لتصحيح الوضع الكارثي الذي تمر به البلاد…. والله المستعان
0 تعليقات