آخر الأخبار

طالبان بين سياسة التطبيع والترقيع

 




 

سلام حمد آل بريبت

 

بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وتحقيق طالبان النصر في عدة جبهات . بدأت ترسل رسائل تطمين للدول التي تحيط بها، والواقعة على حدود اقليمها، وقد أرسلت وفودا إلى إيران، التي تدفع سنوياً مبلغ سبعة ملايين دولار لوزارة الداخلية الأفغانية . وهي رشوة لمنع دخول طالبان إلى حدودها الجبلية الوعرة مع أفغانستان، مع وجود امتداد مذهبي وقومي في تلك الحدود . والتي يصعب السيطرة عليها ووفدها الأخير في طهران، قدم تطمينات للحكومة الإيرانية حول مستقبل الشيعة في أفغانستان ،كما أرسلت وفودا إلى تركمانستان وطاجيكستان واذربيجان، وغيرها من الدول التي لها جاليات في أفغانستان، وهذه المرة تقدم طالبان جاء من جهة الشمال، ولم تعتمد على مقاتلين من البشتون فقط، بل معهم تركمان وطاجيك وهذا تغيير في نوع المقاتلين من حيث التنوع القومي، وقد تكون استوعبت الدرس طالبان فهي ترسل رسائل تطمين للشعب الأفغاني ، بأنها لن تعارض تعليم البنات، ولن تشدد في الحدود مع اختفاء شخصية مهمة مثل أحمد شاه مسعود، الذي حيده الجيل الجديد لطالبان مع تقاطعها مع القاعدة، وجيل الإخوان والسلفيين في الهدف والأسلوب والخضوع لقيادة مرشد إخواني، فقد يكون تكتيك حرب من أجل السيطرة أو إيمانها بالواقع الدولي، وما فرضته مفاوضات الدوحة في العام الماضي، ومن يتابع هذه التنظيمات الإخوانية في الولادة والوهابية في الفكر والمنهج والأسلوب التشظي في تنظيماتها .وكل انقسام لها يولد تنظيما أكثر تطرفا وعدوانية مثل داعش وبوكو حرام وغيرها ، وستكون طالبان مصد للتوسع الصيني في المنطقة الآسيوية والعربية ، كما كانت أداة لضرب قوات الإتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان ، والذي دعمتها السعودية وكان بن لادن يدها التي صنعت القاعدة، وأيمن الظواهري الإخواني النشأة مفكرها وأبو محمد المقدسي والزرقاوي امتدادها في دول الشام ومما يجعل هذه التظيمات حيه ومتوالدة أسباب منها:

 

1-الوضع الاقتصادي والفقر والبطالة ،الذي تعاني منه الدول العربية والإسلامية.

 

2-التراث الذي بحاجة إلى وقفة بحثية وقراءة جديدة ،وتفريغه من الوضع والتزييف الذي دخله .

 

3-إعداد مناهج دراسية ، لكافة المراحل الدراسية تبعد التلميذ والطالب عن التطرف.

 

4-توحيد مصادر الإفتاء وعدم السماح لأي شخص بالإفتاء ، وفق المنهج السلفي سواء كان للسنة أو الشيعة.

 

5- توحيد الخطاب وإقامة مراكز للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وبطريقة تحترم خصوصية كل مذهب ، و استعمال قاعدة لا إكراه في المذهب لأن المذاهب أصبحت أديان .

 

6-الاهتمام بالعلوم النفسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفلسفية في الدراسات الجامعية الأولية والعليا ،وجعلها تطبيقية واقعية تقدم الحلول المناسبة لكل مشكلة.

 

7-التركيز على تدريس علم الأخلاق وأسس التربية وقيم النزاهة، لأن الأمة الإسلامية تعيش أزمة ثقة وأخلاق وتدين يتاقطع مع القرآن الكريم.

 

8-جعل الفقه الإسلامي منتج في الاقتصاد ،وفهم علله بطريقة عصرية تناسب سرعة التطور التكنولوجي .

 

9-بحث أثر التكنولوجيا في تقيد الحريات العامة ،وخرق خصوصيات المجتمع والفرد .

 

10-الجماعات الهامشية وصعودها في المشهد السياسي والثقافي الجديد ، يمثل خطر مستقبلي في بناء منظومة اجتماعية متعقلة وعاقلة .

 

11-إعطاء الإعلام المرئي والمسموع ،أهمية في البحث والدراسة وبيان آثاره ، وتوجيه دون فرض سلطة الرقيب المقص .

 

12-إعادة الاهتمام بالفنون والأدب والشعر ،وخصوصاً المسرح المدرسي لما له أثر في تنمية الذائقة الفنية، لدى المتلقي والسامع والقارئ مع بقاء اللذة في الفن كما يذهب رولان بارت .

 

وفي الختام الأمة التي تريد النهوض الحضاري، عليها بالاقتصاد الذي يبحث التوازن بين الإنتاج والاستهلاك .ويرى هيغل أن التاريخ يتوقف اذا توقف الصراع بين البشر، أما ماركس يرى ان صراع الإنسان مع الإنسان مرحلة حيوانية سابقة للتاريخ ، والتاريخ يبدأ حين يصارع الإنسان الكون ويحد من مظاهر الفقر.

 

 والإسلام يرى ان التبذير والبذخ من سمات الشياطين ((ان المبذرين إخوان الشياطين)) باعتبار يهدم نفع المال، ويجعله في غير محله وشيطان الإنسان فعله ، الذي يجانب الصواب ويميل إلى السلبية ، وبالمال تعمر البلدان ويستقيم الميزان

 

إرسال تعليق

0 تعليقات