علي الأصولي
القراءة الرسمية للمذهب قديما وحديثا هو البناء على عصمة الإمام(ع)
وقد سطر علماء الكلام أدلتهم في مظانها ببراهين عقلية ومفاد هذه القراءة تنص على
أن الأئمة(ع) مثل النبي(ص) منصوبون من قبل الله تعالى ، بمنصب الإمامة الإلهية
وكان الدور النبوي هو دور تعريفي لهذا التنصيب والتعيين ، ومن لوازم الإمامة
الإلهية العصمة من جميع الذنوب مطلقا ، منزهون عنها كبيرة كانت المعاصي أو
صغرياتها ، عمدها وسهوها فلا خطأ يتصور في ساحة الإمام بلحاظ اصطفائهم واجتباههم
واختيارهم من قبل الله عز وجل وهذا فرع الإخلاص - كونهم مخلصين - و بالتالي
المسألة ترجع لفلسفة الاستحقاق ،
وقد وردت أحاديث عن النبي(ص) كثيرة تدل بدلالة الالتزام وعصمة
الإمام ، غير أننا نريد بيان الدلالة المطابقية وهذا المعنى ،
فمفهوم العصمة في زمن أئمة أهل البيت(ع) له حضور ملحوظ فقد كان
مصطلح العصمة في القرن الثاني والثالث للهجرة المباركة متداولا في ألالسنة كما في
النصوص الدينية ، وفي كلمات الأصحاب ، أصحاب أهل البيت(ع) ،
فهذا هشام بن الحكم وصف الإمام ونعته بقول - واعصمهم من الذنوب
صغيرها وكبيرها ، لم تصبه فترة ولا جاهلية ولا بد من أن يكون في كل زمان قايم بهذه
الصفة إلى أن تقوم الساعة - علل الشرائع للصدوق ج١/
وهذا المعنى جاء في وصف الرضا (ع) وهو بصدد وصف صفات الإمام إذ قال
- الإمام مطهر من الذنوب والمبراه من العيوب .. الخ ما قال –
وكذا ما أورده الطوسي في - الامالي - عن النبي(ص) قوله - المعصومون
من كل ذنب وخطيئة - وفي الكافي ج١/ مفاد الرواية - معصوما من الزلات مصونا عن
الفواحش كلها –
بالتالي ، دعوى عدم تداول مصطلح العصمة ومعناها في عصر النص ، عصر
الأصحاب والأئمة(ع) ينم عن جهل فاحش بالتاريخ المذهبي ، والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات