مع أننا أمرنا بالتيمن : لماذا نطوف حول الكعبة من جهة اليسار ؟! ..

 

 

حامد المحلاوى

 

الحديث الشريف يقول : تيمنوا فإن في اليمين بركة .. فلا بد إذن أن للمولى عز وجل حكمة في أن يكون الطواف حول الكعبة المشرفة من اليسار إلى اليمين وليس من اليمين إلى اليسار .. لكن قبل أن نبحث في الحكمة من وراء هذا الأمر يجب أن نعلم أننا مأمورون بفعله حتى وإن جهلنا الحكمة من ورائه عملا بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : خذوا عني مناسككم .. فالطواف عبادة كغيره من العبادات يجب فعله كما أمرنا ..

 

طبعا كلنا يعلم أن الطواف يبدأ قبالة الحجر الأسود وتتم الأشواط السبعة عنده أيضا .. قيل في حكمة الطواف من اليسار إن قلب الإنسان الذي هو في الجانب الأيسر من جسمه يكون أقرب إلى البيت مما لو كان الطواف من جهة اليمين .. وبما أن القلب هو محل نظر الله من عبده فإن الطواف بالجسد حول البيت يجعل القلب معلقا برب البيت خضوعا وتنفيذا لأمر الله عز وجل .. لكنه مجرد رأي عموما ..

 

أما في العصر الحديث فقد اكتشف العلماء حقائق مذهلة لحركة الأجسام .. فقد وجدوها كلها تدور من اليسار إلى اليمين حتى أنهم اعتبروا ذلك قاعدة يمكن تعميمها على كل أنواع الحركات الطبيعية التي تتم دون تدخل خارجي .. فقد بين العلماء أن الإليكترون الذي يدور حول نواة الذرة في أي كائن يدور في نفس الاتجاه من اليسار إلى اليمين عكس اتجاه عقارب الساعة .. حتى في حركة الكواكب وجدوا أن حركة القمر حول الأرض ، وحركة الأرض حول الشمس ، وحتى المجموعة الشمسية كلها تدور حول مركز المجرة في نفس الاتجاه .. وعندما لفتت هذه الظاهرة أنظار العلماء ، بحثوا في اتجاه الحركة لكل جسم متحرك بشكل طبيعي .. ومن ثم توصلوا إلى أن الكون كله من أدق شيء فيه إلى أكبر أحجامه يدور في حركة دائرية لكنها عكس اتجاه عقارب الساعة الذي هو نفس اتجاه الطواف حول الكعبة التي هي بذلك بمثابة مركز ( قلب ) الكون كله وكأنها هي النواة التي في قلب كل خلية بالضبط ..

 

الدورة الدموية للكائنات الحية كلها تتم من الجانب الأيسر الذي يوجد فيه القلب .. عرف أيضا عن الجسم أنه يكون أقدر على التحمل عندما تتم حركته نحو اليسار أكثر منها جهة اليمين و يكون أكثر توازنا في هذا الاتجاه .. لذا فقد نظمت أمور حياتية كثيرة بناء على هذه القاعدة ، منها قيادة السيارات مثلا ، وتحديد السرعات على الطرق وأشياء أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها ..

 

الخلاصة ..

لن تجد أي شيء أبدا يساير الطبيعة وفطرة الله التي فطر عليها البشر والخلائق إلا وله صلة بديننا الحنيف ..