علي الأصولي
على ما اذكر كتب مقالا مفصلا حول طبيعة - أدلة ما بعد الوقوع -
التي كان وما لا يزال الخصم يعول عليها في كبرى منهجيته البحثية،
وقد ذكرت أن هذه العنوان عنوان - أدلة ما بعد الوقوع - ليس من
إبداعات الخصم ولا من عندياته ودونكم أبحاث السيد الحيدري وتوظيفه لهذا العنوان،
بل على ما في البال قد ودفع قبلهم - مصطفى ملكيان - أيضا في جملة من كتاباته؛
ما يعنينا هو أن عنوان - أدلة ما بعد الوقوع - من العناوين الصحيحة
في نفسها،
وذلك بتقريب: أن الأصول المسلمة برتبة سابقة - كالتوحيد مثلا أو
النبوة - أو وقوع حادثة كربلاء أو نسبة القرآن للخالق تعالى بتوسط النبي(ص) وغيرها
من القضايا والموضوعات المجزومة، تحتاج إلى صياغات فنية وفهمها بالشكل الصحيح خاصة
وبيننا وبين تلك الموضوعات زمان طويل،
وهذه الصيغ الفنية - فلسفية او كلامية أو عرفانية - هي عبارة - أدلة
ما بعد الوقوع - وبهذا نفهم أن دليل ما بعد الوقوع وظيفته إيضاح القضايا والأمور
المسلمة بشكل دليلي واضح، بالتالي رد دليل ما بعد الوقوع فرضا لا يعني نقض الأصل
المسلم الثابت برتبة سابقة، ولنأخذ مثالا آخرا لتقريب هذا المعنى بشكل أوضح عند
المتلقي،
آن مباحث علم الأصول وقواعده العامة قديما وحديثا، هي بالأصل -
أدلة ما بعد الوقوع - فالبحث في تفرعات وتطبيقات الاستصحاب الأصولي - دليل ما بعد
الوقوع - بأصل مسلم برتبة سابقة وهذا الأصل هو رواية زرارة عن الباقر(ع) - ولا
تنقض اليقين أبدا بالشك وإنما تنقضه بيقين آخر - الوسائل ج١/
بالتالي: محاولة فرض الجو الترهيبي بكبرى عنوان - أدلة ما بعد
الوقوع - التي يحاول الخصم بها زعزعة مقولة الإمامة مثلا ينبغي تلاقيها بفهم معنى
- دليل ما بعد الوقوع - أولا: وعدم زعزعة الأصل المسلم بعد فرض الزعزعة ثانيا:
فتبصر واغتنم، والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات