آخر الأخبار

مالا ينبغي أن يكون غائباً

 

 


حمدي عبد العزيز

 

 

لا اعرف مدي ماذهبت إليه مؤسسات تحديد الاتجاهات الإستراتيجية داخل الدولة المصرية في تقييمها للأوضاع في أفغانستان، ولا أعلم مدي ما وصلت إليه من دراسة للاحتمالات التي ستترتب علي تولي حركة طالبان للسلطة في أفغانستان، ومايستلزم ذلك من دراسات علي مستوي من العمق والمسئولية لمدي مايمكن أن يحمله ذلك من تأثيرات للصراعات الجيوسياسية التي ستفجرها مجريات الصراعات الإقليمية والدولية التي ستكون أفغانستان منطقة القلب فيها وستكون منطقة الشرق الأوسط محيطها، والأهم من ذلك هو تأثير طبيعة امتدادات المخرجات الثقافية لحكم طالبان إلي قلب المجتمعات التي تزدهر فيها الحركات والجماعات السلفية الدينية والتي ربما تطال علي المدي البعيد مناطق في عمق المجتمع المصري مثلما أحدثت الحقبة النفطية الخليجية في السبعينيات والثمانينيات تأثيراً شديداً وصل إلي أعماق بعيدة في المجتمع المصري الذي كان قد وصل في النصف الثاني من حقبة السبعينيات إلي ذروة غير مسبوقة من المتغيرات الاجتماعية وما نتج عن ذلك من هشاشة قيمية وهزائم ثقافية كبري في مقدمتها تراجع الثقافة الوطنية في مقابل صعود ثقافات التبعية والفساد بالتزامن من صعود ثقافات السلفية الدينية والتطرف والإرهاب الديني ، وهي ظواهر كانت الدولة بسلطتها السياسية وأجهزتها ضلعاً قوياً في التمهيد لها ، وتشجيع ودعم وتأجيج مسارات تصاعدها وصولاً لواقع تجسد للجميع في تسعينيات القرن الماضي والعقدين الأول والثاني من القرن الحالي ..

 

فهل هناك دراسات تجري في العمق من عقل الدولة بالتحسب لما يجري في عالم الشرق البائس المضطرب ؟

 

وهل تصلح طريقة الإدارة الحالية للدولة في المناحي الاجتماعية والسياسية والثقافية والإعلامية وكل مايتعلق بإدارة العمل الديمقراطي العام في مواجهة مجموعة من التحديات الكبري التي أصبحت تواجه مصر وشعبها منذ بداية الألفية الثالثة ؟

 

هل هناك جاهزية حقيقية للتعاطي مع هذا الأمر بعيداً عن الاكتفاء باختزال مثل هذه الأمور والتحديات في الإحترازات والإجراءات والمعالجات الأمنية الشمولية كطريق سلطوي سهل ومحفوظ؟

___________

حمدى عبد العزيز

26 أغسطس 2021

 

إرسال تعليق

0 تعليقات