علي الأصولي
في البدء أود أن يتحملني بعض الإخوة القراء الكرام وهذه الأسطر
خصوصا عشاق المرحوم علي شريعتي،
واجه الدكتور علي شريعتي في بدايات مشروعه الفكري واصدارت بحوثه
ومقالاته، واجه حملة شرسة قادتها المؤسسة التقليدية القمية آنذاك،
وفي قبال هذه المواجهة الشرسة وجد تعاطفا من كبار الشخصيات
المتفهمة وما آلت إليه الأوضاع في العهد الشاهنشاهي، فقد تعاطف معه الشهيد مطهري
مثلا وغيره من الشخصيات الدينية، وقبل انتصار الثورة وإعادة المؤسسة التقليدية
أوراقها وصفوفها في ظل الأوضاع الجديدة في إيران، وجد شريعتي نفسه وحيدا في الساحة
إلا من بضع شباب آمنوا به وبأفكاره، حتى من نصره سابقا تخلى عنه لاحقا، لأسباب
يعرفها المطلع وأكثرها خوضه في مجالات خارج نطاق تخصصه، وعدم قبوله بالمراجعة
والتراجع لمسبقاته التي تأثر بها على أيام المد الأحمر ،
ولم يجد بدأ شريعتي إلا والاحتماء بتقليد السيد الخميني المعارض الأبرز
في الساحة، كما صرح به على ما قرأت في حينها، وإلا واقعا الرجل لا يؤمن أصلا
بمقولة التقليد الفقهي لا أقل بصياغته المعهودة في المؤسسة الدينية،
وهنا يمكن نقل ما ذكره المرحوم يزدي الشيخ مصباح في - السيرة
العلمية والسياسية للشيخ المصباح ص ٢٢٢ - حول ترتيب للقاء مباشر بين شريعتي
والعلامة الطباطبائي آخر متفلسفة عصره ، حيث قال الشيخ مصباح:
كنت أصر على ترتيب لقاء بين السيد وبين علي شريعتي، لكي يتم إصلاح
أخطاء شريعتي على يد السيد الطباطبائي، ولكن السيد كان يمتنع عن ذلك بشدة، وكان
يقول:
كان أصدقاء شريعتي يعزمون أيضاً في ما مضى أن يأتوا بشريعتي إليّ
حتى أتكلم معه وأنصحه وأبين له بعض أخطائه، و لكن أنا كنت أقول لهم: أنا لا أرى
فائدة من ذلك، لأن شريعتي إذا أراد أن يكون "شريعتي" (يعني يصبح معروفاً
بأفكاره كما هو الآن) فلا يمكن له أن يتخلى عن أفكاره، و إذا تخلى عنها فلن يصبح
معروفاً. وهو ليس من هولاء الذين يتركون أفكارهم (يعني من الذين يقرون بالخطأ، لأن
إقرارهم بالخطأ سيحد من شهرتهم، وهذا ما لا يريده)، لذلك عندما سيلتقي بي سيوظف
هذا اللقاء لمصالحه ويستخدمه في إكثار شهرته، لذلك أنا لا أرغب باللقاء معه. انتهى
.
وبالرغم بأن الشيخ يزدي مسكون بعقلية المؤامرة إلا أن امتعاض
العلامة من شريعتي ليس هو الوحيد في بابه فهذا محمد باقر الصدر أيضا أرسل رسائل
نصحية وتوجيهية وضرورة تصحيح مسارات المرحوم شريعتي الفكرية، مما يدل على امتعاض
السيد باقر الصدر ومجمل أراء شريعتي،
نعم: شريعتي مع انه يتمتع بعقلية نقدية وأسلوب كتابي لا يجيده من
عاصره في الجملة آلا أن أخطائه من الوضوح بمكان، بالتالي مهما يكن الفرد وما يتمتع
به من مهارة ولباقة سوف تنهار بمجرد دخوله في حقل غيره وفي غير تخصصه والى الله
تصير الأمور ..
0 تعليقات