علي الأصولي
ذكر الفاكهي في كتابه - أخبار مكة ج1، ص207 - حدثني الفضل بن حسين
أبو العباس المصري قال: حدثني عبيد بن يعيش قال: ثنا يونس بن بكير، عن الأعمش، عن
أبي السفر قال: بينما معاوية رضي الله عنه يطوف بالبيت والحسين بن علي رضي الله
عنهما خلفه فقال: ما أشبه أليتيه بأليتي هند؟ ! فالتفت معاوية إليه فقال: يا ابن أخي
أما إن ذاك كان يعجب أبا سفيان منها. انتهى:
وأورد ابن عساكر في - تاريخه ج 59 ص 182 - النص نفسه بطريق آخر ،
بعد أن بدل اسم الحسين بالحسن، ونصها:
أخبرنا أبو بكر المؤدب أنا أبو عمرو العبدي أنا أبو محمد بن يوة
أنا أبو الحسن اللنباني نا ابن أبي الدنيا نا إسحاق بن إسماعيل نا عمر بن حفص بن
غياث نا أبي عن الأعمش قال طاف الحسن بن علي مع . الحسن بن علي مع معاوية فكان
يمشي بين يديه ، فقال: أما إنّه كان يعجب أبا سفيان. انتهى:
الملاحظ إن الأثر نقا بسندين مختلفين لكن طريقهما يلتقي عند - الأعمش
- وهو من ولد عند مقتل الإمام الحسين(ع) - بصرف النظر عن الاختلاف المتني الذي ذكر
اسم الإمام الحسين مرة والحسن مرة –
ولنا أن نسأل ميثاق العسر متى توفيت هند حتى وصف الإمام معاوية
مذكرا إياه بهند؟
نعم: توفيت هند عام (13) للهجرة في بداية عهد أو خلافة عمر بن
الخطاب على الصحيح ، والحسين (ع) ولد سنة (4) للهجرة ، أي إن عمر الحسين (ع) قرابة
الثمانية أو التسعة أعوام ، كما إنها أسلمت عند فتح مكة عام 10 للهجرة، بالتالي
التقاء الإمام بها يحتاج إلى دليل،
وكيف كان: أن قبلنا بمتن الرواية الأولى للفاكهي فلا نقبل بالأعمش
كونه مدلس على ما أفاد القوم، أن قبلنا رواية ابن عساكر فهو وإن لم يذكر الواسطة
فلا اعتبار للرواية،
وإليك تقييم الأعمش بينهم:
الخطيب البغدادي: ولا نقبل من الأعمش تدليسه لأنه يحيل على غير
مليء ، والأعمش إذا سألته: عمن هذا ؟ قال: عن موسى بن طريف ، وعباية بن ربعي. وابن
عيينة ، إذا وقفته قال: عن ابن جريج , ومعمر , ونظرائهما ....
وقال ابن حبان : وأما المدلسون الذين هم ثقات وعدول، فإنا لا نحتج
بأخبارهم إلا ما بينوا السماع فيما رواه مثل الثوري، والأعمش .... " وفي
المتن نكارة ، فلا يمكن أن ينشغل الحسن ، أو الحسين رضي الله عنهما عن الطواف في
بيت عنهما عن الطواف في بيت الله والخشوع , وينظرون إلى مؤخرة احد , أو يذكرون
مؤخرة امرأة في مثل هذا المقام العظيم , فمثل هذه الأفعال غير واردة في المواقف,
والأيام العادية فكيف تكون في بيت الله الحرام ؟ !!! .
فالأثر ضعيف من ناحية السند , ومنكر من ناحية المتن, انتهى؛
نعم: لا تنتهي جهالات حاطب الليل ولا تنقضي تدليساته في طول وعرض
مقالاته، ومن هنا كان التنبيه وضرورة عدم الانسياق واخذ مخرجات مقالاته بالتالي
كما ترى لا يستحي من جهله أو تدليسه ..
رعد بتصريف ..
0 تعليقات