عز الدين البغدادي
يبدو انه كتب على هذا الشعب الطيب ان يطبق حرفيا قصة أسطورة سيزيف
ذلك الرجل الذي أغضب زيوس كبير الآلهة، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى
أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعود إلى رفعها إلى القمة، ويظل هكذا
إلى الأبد، فأصبح سيزسف رمزا العذاب الأبدي.
تحاول طالبان ان تظهر نفسها بطريقة مختلفة عن الصورة المألوفة
عنها، حيث رفعت راية التعايش السلمي واحترام القيم الاجتماعية والسياسية، لكن
اعتقد ان الطبع سيغلب التطبع، وسوف تجد الحركة نفسها وهي ترجع الى أسلوب أكثر عنفا
وتطرفا في التعامل الداخلي فهي في النهاية حركة دينية متطرفة نشأت في بيئة جبلية
قاسية، خصوصا وأنها ستجد نفسها لوحدها فليس هناك دولة ستجد ما يغريها لتتدخل
عسكريا في أفغانستان، كما ان فرض العقوبات لن يمثل أمرا يهددها، أما الشعب فهو
العنصر الأضعف في معادلة الصراع.
0 تعليقات