أبو أحمد المهندس
التفكير الديني ينطلق من زوايا ومنطلقات تختلف تماما عن تفكير
الناقدين له من دعاة العلمانية والفكر المادي ، فهؤلاء الناقدين أو بالاحرى
الناقمين ، يحمّلون خلفياتهم الفكرية على الفكر الديني الذي يختلف معهم في هذه
الخلفيات .
فلو أراد شخص أن يدمن على المخدرات أو يروج لها ، اعتٌبر مضرّا
بنفسه وبالمجتمع ، ومن هنا برر القانون الوضعي وبررت السلطة العلمانية لنفسها منعه
من ذلك .
ومن جانب أخر العقل العلماني الوضعي ، لايؤمن بشيء اسمه الضرر الأخروي!!
، ولانه لايؤمن بذلك اعتبر ان العقل الديني متعسف في بعض الأحكام والقضايا ولا
أنساني !! ، وكان من المفترض أن يقول ؛ أن العقل الديني له مبرره في هذا الفعل او
ذاك ، وهذا التبرير معقول على أصوله الفكرية ، لكن حيث نحن نختلف مع هذه الأصول
الفكرية للعقل الديني لهذا لا نرى تبريره صحيحا .
فالعقل الديني ، مثلا يقول بأن الشرك ظلم ومفسدة وضرر على الإنسان
وعلى حياة المجتمع العالمي ، تماما كما يرى العقل العلماني الوضعي ان المخدرات ضرر
على البشرية ، ومن حق أتباع العقل العلماني ان تناقش أتباع الفكر الديني في كون
الشرك بالله ضررا ، وتقول لهم ؛ انا لا اؤمن بأنه ضرر ، لأني لا أؤمن بالآخرة أساسا
، او بأحكام القران مثلا ، ومن حقهم هم ان يقولوا لك بأننا حيث إننا نؤمن بالاخرة وأحكام
القران ، من حقنا ان نمارس فعل التقنين على أساس ما نراه ضررا !!!
فالمخدرات مثلا ، قد تجد اليوم أو غدا من يدافع عن وجودها أو
استعمالها ، ومع ذلك فالقانون الوضعي لايعير اهتماما لمن ينظر لصلاح تناول
المخدرات ، لان هذا القانون رأى بنظرته الخاصة إنها ضرر ، وطبق ما رأه !!، والفكر
الديني يفعل الشيء نفسه ، فهو يقول بأن الشرك او الكفر او ، أو ، أو ….، يفضي
بالشخص او بالناس الى النار ، وعلي ان أواجهه بفرض القوانين التي تقنن ذلك ، للحد
من نفوذه وانتشاره ….
نعم من حقك ان تناقش في ضررية الشرك ، ومن حقك ان تناقش في وجود الآخرة
أساسا، ومن حقك ان تناقش في وجود ضرر أعظم لو استخدمنا هذا الأسلوب أو ذاك في
مواجهة ضرر الشرك مثلا ، ولكن ان تناقش وتعترض بطريقة التباكي العاطفية على مصير
الحريات والحقوق والإنسانية ، فسوف تكون بنظر أتباع الفكر الديني كمن يناقش الطبيب
في عدم رحمته عندما يقوم بشق بطن المريض عند إجراءه عملية جراحية كبرى !!!! …..
0 تعليقات