د. عبد الحليم قنديل .
قطاع واسع من الرأى العام فى مصر ساخط هذه الأيام ومعه حق .
السبب ـ طبعا ـ اتجاه الرئيس السيسى المعلن إلى رفع سعر رغيف الخبز
المدعوم شبه المجانى ، وبهدف تمويل برنامج وجبة غذائية يومية مجانية لطلاب المدارس
، وبقيمة 8 مليارات جنيه سنويا ، وهو ما كان سهلا توفيره من موارد أخرى كثيرة ، أو
بإنهاء تضخم ظاهرة المستشارين بغير لزوم فى الجهاز الحكومى المترهل .
القصة ـ إذن ـ أبعد من تدابير مالية فى موازنة بلد تريليونية
الأرقام ، وفيها تفاوت ثروات مرعب ، وكتلة متسعة من المواطنين تحت خط الفقر ،
تقدرها المراجع الرسمية بنحو ثلاثين مليون مصرى ، لا تكفى برامج دعم الغذاء
وبطاقات التموين وكفالة الخبز والحماية الاجتماعية وغيرها ، لا تكفى كل هذه
الأساليب لانتشالهم من قاع الفقر ، ولا بديل عن تنمية إنتاجية عادلة ، تعطى
اهتمامها الأول للتصنيع الشامل ونقل التكنولوجيا المتطورة ، خصوصا مع توافر موارد
مالية هائلة ، جرى إنفاق ستة تريليونات جنيه منها ، أى نحو 400 مليار دولار ، على
مشاريع عمران وطاقة وبنية أساسية ومدن من الجيل الرابع وأبراج وفنادق ومزارع وقليل
من المصانع .
الخلل ـ إذن ـ فى انحيازات الحكم الاجتماعية لا فى الإنجازات
المرئية ، وفى تحميل الفقراء والطبقات الوسطى غلاء وأعباء فوق الطاقة ، ليست قصة
رفع سعر رغيف " العيش " المدعوم إلا نقطة مضافة فى فيض مظالمها .
0 تعليقات