عز الدين البغدادي
شعرت ككثير من الناس بقلق على الشيعة في أفغانستان بسبب استيلاء
حركة طالبان على الحكم وذلك بسبب تطرفها وبسبب وجود سوابق مؤلمة جدا في تعاملهم
معها.
لكن الحمد لله يبدو أن الأمر أفضل حالا، وهناك تفهم أفضل من الحركة
للوضع الشيعي.. إلا أن ما أثار انتباهي هو أن كثيرا ممن يكتب على الفيس أعرب عن
ارتياحه لأن طالبان تعاملت بشكل أفضل مع الشيعة، بدليل قبولهم برفع الأعلام
الحسينية وزيارتهم لمجلس حسيني. أنا شخصيا سررت بذلك أيضا لكني اعتقد بأن من الخطأ
حصر المسألة بهذه القضية فصعود طالبان تترتب عليه نتائج كثيرة بعضها متوقعة أو
محتملة وبعضها لا يمكن التنبؤ بها.
هناك بعض القوى السياسية الشيعية تتعاطف مع طالبان لأسباب سياسية
تخص مصالحهم أو مصالح الدول التي يرجعون إليها، وهؤلاء يذكروننا دائما بأن طالبان
ليست سلفية، بل هم أحناف ماتريدية وكأن طالبان 1996- 2001 لم يكون أحنافا ماتريدية
حينما سفكوا كثيرا من الدماء.
علينا أن نوسع تفكيرنا ولا ننظر إلى الأمر كما لو انه لا يوجد شيء
غير الطقوس والشعائر والأعلام، بل هناك قضية سياسية حضارية اجتماعية و اقتصادية
كبيرة، وأن لا نفهم الأمور كما فهمنا وضع العراق بعد 2003، بأي حال فإن النتائج
التي تترتب على مرحلة طالبان الثانية اكبر بكثير من ذلك ومن مرتكزاتنا ومنطلقاتنا
الفكرية التي لا تتجاوز الشكليات المقدسة.
0 تعليقات