محمود جابر
نشر موقع روسيا اليوم نقر عن قائد الجيش البريطاني الجنرال نيك
كارتر أن قوات المملكة المتحدة المتبقية في أفغانستان تتعاون مع حركة
"طالبان"، مبديا تفاؤله إزاء مستقبل هذا البلد تحت إدارة الحركة.
وقال: "نتعاون مع "طالبان" على الأرض، ويبدو أن هذه
العلاقة مباشرة جدا. يحتفظون بالأمن والهدوء بالتأكيد في شوارع كابل ويساعدوننا في
المطار وأعتقد أننا نواجه مشكلة مثيرة للقلق محتملة متمثلة بأفغان منزعجين قد
يحاولون التسلل إلى المطار مجددا".
وبعد ساعة واحدة من نشر هذه الجرعة من التفاؤل والأمل الذي منحنا
إياه قائد الجيش البريطاني تأتى الأخبار من ولاية باميان، حيث فجرت
"طالبان" للزعيم الافغانى عبد العلى مزاري، خصم حركة طالبان الذى استطاع
انتزاع السلطة من أمراء الحرب المتنافسين فى ولاية باميان وفرض سلطته فى تلك
المنطقة وكان " مزارى" نصيرا لأقلية الهزارة الشيعية الأفغانية، وفى
مارس 1996 دعته الحركة للمباحثات والاتفاق فقام "مزارى" بتلبية دعوة
حركة طالبان فقامت الحركة بالغدر بالحرس المرافقين له وقتلتهم ثم تم اعتقاله
وتعذيبه حتى مات تحت التعذيب فى سجون طالبان فى مارس 1996.
واليوم عادت الحركة لمحو ما تبقى من ذكره ونسف تمثال الزعيم
الهزارى فى باميان فى مشهد يعيد للأذهان تفجير تمثالين ضخمين لبوذا حفرا فى جبل
قبل 1500 عام، وهما من التراث الانسانى والحضاري ولم تعبأ حركة طالبان برفض دول
العالم ومطالبة الحركة بالعزوف عن هذه الجريمة الحضارية والتى استنكرها الأزهر
الشريف وكافة المؤسسات الدينية فى العالم وزعمت الحركة ان التماثيل تمثل انتهاكا
لحرمة الإسلام !!
لكن ها هى طالبان تثبت للجميع بما لا يدع مجالا للشك وترد على
الجنرال الانجليزي بالفعل العمل ان حركة طالبان نسخة 2012 هى نفسها حركة طالبان
1996 التى قامت بالغدر والخيانة والقتل ... وهى نفسها حركة طالبان 2001 التى نسفت
التراث الحضارى وهى نفسها حركة طالبان التى حملت السلاح ضد حكومة منتخبة انتخابا
شرعيا وضد المواطنين الأفغان وفرضت إرادتها بقوة السلاح فى وضح النهار وعلى مرأى
ومسمع من الجميع مع توافر دعم دولى بالاعتراف والحوار الذى شمل الولايات المتحدة وإيران
ورسيا والصين فالجميع يتحاور مع الحركات الإرهابية التى كانت تزحف بسلاحها النارى
على مفاصل السلطة ولم يستنكر أحدا بسط النفوذ بالقوة وبالسلاح على البلاد ولكن
الجميع كان يبحث مع طالبان عن مصالحه وكيف يستخدمهم فى ما ينفعه بغض النظر عن طبيعة
وتكوين هذه العصابة المسلحة
0 تعليقات