آخر الأخبار

فقه عاشوراء : علم الإمام بين الفعل والقوة ..

 


 

 

علي الأصولي

 

نظريتان في الوسط الشيعي العلمائي حول مسألة علم الإمام المعصوم،

 

أحدهما: النظرية الإطلاقية، ومفادها أن علم الإمام أو الأئمة(ع) حاضر من دون تقييده وتعلقه على المشيئة النفسية لنفس الإمام، وهو رأي المشهور حيث اعتقدوا بأن علم الإمام أو الأئمة بالأشياء حاضرا عندهم (ع) سواء كان بالأحكام أو الموضوعات، غير معلق على المشيئة بالتالي لا يغيب عن الإمام شيء يخطر في البال، إلا ما خرج بالدليل العقلي كعدم احاطتهم بواجب الوجود، وهذا القول مفضي إلى كون الإمام عالما لما كان وما يكون إلى يوم القيامة، وهو صريح ابن جرير الطبري المتوفي في القرن الرابع الهجري، في - نوادر المعجزات - والشيخ المفيد المتوفي(٤١٣) هجرية، في - اوئل المقالات - والمولى محمد صالح المازندراني المتوفي(١٠٨١) هجرية، في - شرح أصول الكافي - ج٥/ والعلامة المجلسي المتوفي(١١١١) هجرية، في - بحار الأنوار - ج ٥٦/ والمحدث النوري المتوفي(١٣٢٠) هجرية في - خاتمة المستدرك - ج١/ وغيرهم من المعاصرين فقد آمنوا على أن علم الأئمة(ع) بعد إجراء المسح الميداني للروايات وظواهرها توصلوا على أن علم الإمام والأئمة(ع) بالفعل لا بالقوة،

 

ثانيهما: النظرية الإشائية، ومفادها أن علم الإمام أو الأئمة(ع) - شائي - إرادي - بالتالي متوقف على أن يشاء الإمام(ع) العلم بالشيء، بعبارة أخرى علمهم(ع) متوقف على مشيئتهم، وهو صريح الحر العاملي في - الفوائد الطوسية - والعلامة الاشتياتي محمد حسن المتوفي(١٣١٩) هجرية في - كتاب القضاء - والعلامة المظفر محمد رضا المتوفي(١٣٨٨) هجرية في كتاب - عقائد الإمامية - والسيد الكلبيكاني في كتاب - القضاء - والسيد محمد كلانتر في - شرح اللمعة الدمشقية - وتردد الشيخ الأنصاري في - مبحث البراءة من فرائد الأصول ج ٢ - بالبت بين الإطلاقية والإشائية بدعوى الأخبار المختلفة، وتابع هذا التردد المحقق الخوئي في - مصباح الفقاهة - ج١/ حيث يكثر المحقق من رد بعض الروايات علمها إلى أهلها، بعد عجزه عن توجيهها، وكيف كان: أن لكل نظرية أدلة قرآنية وأخرى روائية وما ينقص بحوث الأعلام اصحاب هذه النظرية او تلك هو النظرة التاريخية حيث السيرة والمسيرة، بل وما ينقص افاداتهم هو عدم التعرض للمشيئة الإلهية بلحاظ أن علم الإمام يتوقف على مشيئة الله فإن شاء الله أن يطلعه اطلعه وإن لم يشاء فبالتالي لم يكن للإمام إطلاع ومعرفة الأمور ومآلاتها، وهذا ما نبه عليه السيد الأستاذ في محاضراته حول قضية الإمام الحسين(ع) .

 

بالنتيجة: طرح بعضهم محاولات في الجمع الروائي منها: أن يقال أن علم المعصوم ملفق بين الإطلاقية والاشائية النفسية - بلحاظ أن الإطلاق في مرحلة الثبوت والإشاء في مرحلة الإثبات، ومنها: أن علم الإمام بالأشياء على نحو الإجمال والكليات، لا الجزيئات التفصيلية، فالعلم بالكليات إطلاقي والعلم بالجزئيات إشائي،

 

وبصرف النظر عن طبيعة هذا الجمع، لعل أكثر ما يمكن أن يتسأل عنه هو علم الإمام الحسين(ع) بمصيره وهو نحو من أنحاء إلقاء النفس في التهلكة،

 

وقد تعددت الإجابات على هذه الاثارة كما في محاضرات السيد محمد محمد صادق الصدر، ولكن يمكن الإجابة هنا على نحو العجالة، فيقال: أن هذا الإشكال ربما يتم - بعد التنزل - عن كل التوجيهات التي ذكرت، يتم على أصحاب نظرية العلم الإطلاقي، وأما من التزم العلم الاشائي خاصة - الاشاءة الإلهية - فهو في حل من أصل الإشكال، بدعوى أن الله لم يشأ وإن يطلع الإمام الحسين(ع) على مصيره المحتوم بالتالي لم يذهب الإمام برجله ونفسه لموضع الهلاك المحتوم،

 

ربما يقال: لكن الإمام له علم برتبة سابقة ومصيره من خلال اخبارات جده(ص) فالإشكال باق على ما هو عليه،

 

قلنا في مقال سابق: أن المصير على نحو الاقتضاء بعد اكتمال العلة، والإمام بالتالي وحسب نظرية العلم - الاشائي الإلهي - لا يعلم بتفاصيل اكتمال العلة وبالتالي لم يذهب للهلاك مع علمه بذلك والكلام طويل ربما نوسع من هذا المطلب في قادم الأيام والى الله تصير الأمور ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات