آخر الأخبار

الشيعة والغلاة

 




 

عز الدين البغدادي

 

 

يتصور كثير من الخطباء وعامة الناس أن الغلو في علي (ع) شيء جيد ومبرر اعتمادا على حديث مكذوب يقول: "نزهونا عن الربوبية وقولوا فينا ما شئتم" وهم لا يعرفون أن الغلو قبيح ومنكر، وقد يصل إلى حد الشرك والكفر.

 

في كلام للإمام جعفر الصادق (ع) قال لأحد أصحابه: يا علقمة، ما أعجبَ أقاويلَ النَّاس في عليّ؟! كم بين مَنْ يقول إنّه ربٌّ معبود، وبين من يقولُ أنّه عبدٌ عاصٍ للمعبود؟! ولقد كان قَولُ من ينسبُه إلى العِصيَان أهونُ عليه من قولِ من ينسبُه إلَى الرُّبوبيّة.

 

أي نظرية لا توجد فيها ضوابط سيكون وضعها سيئا، وهذا ما يحدث عندنا، فبينما كان أسلاف الشيعة يطردون ويقاطعون من ثبت عليه غلو كما كان يفعل أهل قم، ويشنع عليهم ويتم فضحهم كما فعل ابن الغضائري والنجاشي واحمد بن محمد بن عيسى الاشعري وابن أبي يعفور وغيرهم من كبار الشيعة، صار المتأخرون من الفقهاء والمجتهدين يبررون الغلو ويدافعون عنه، وفي أحسن حال يسكتون عنه.

 

في السابق كان السبب هو التوهم والمبالغة في المحبة، ثم صار الآن جيدا لكونه ينشئ جماعة جاهلة يسهل السيطرة عليها لا سيما مع حب أهل البيت (ع) المتجذر في القلوب.. قرأت مرة أن المغيرة بن شعبة كان يسير في السوق مع المختار الثقفي وكلاهما من عشيرة واحدة، فقال المغيرة للمختار: إني اعرف كلمة لو قلتها لجمعت كل هؤلاء الناس إلي‼ فقال له: وما هي؟ قال: الرضا من آل محمد.

 

 

تصور لو أن احدهم انشد قصيدة مثلا في هجاء الإمام علي (ع)، كيف سيكون موقف الحوزة العلمية عموما، بالتأكيد سيكون موقفا قويا وكبيرا.

 

لكن الغلو أيضا تجاوز على علي (ع) فلماذا يراه بعضهم حسنا جميلا؟ لا سيما وأن بعض الشعراء والرواديد يصلون في غلوهم إلى تلفظ أمور خطيرة كبيرة تصل حد الشرك الصريح، فلن تجد للأسف رد فعل.

 

 حالة الاستهتار الموجود في الوسط الشيعي خطيرة جدا، فبين من يقول بأن الإمام هو الله وبين من ينشد "ربنا علي"، التوحيد سابق في رتبته على الإمامة، ولا يمكن لأحد أن يخرج من التوحيد ويبقى ضمن دائرة الإمامة إلا إذا كنا أمام دين جديد.

 

الأمر خطير جدا، دينيا واجتماعيا المؤسسة الدينية علمتنا ان موقفها غالبا هو السكوت، لكن يفترض لو كان هناك دولة وقانون ان يعاقب هؤلاء أشد عقوبة، وأن يمنعوا من طرح أمور بهذه الخطورة والاستهتار. فهم إفرازات هذه المرحلة التي ستنتهي ان شاء الله وتنتهي كل افرزاتها النتنة.

 

وان غدا لناظره لقريب.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات