علي الأصولي
من الشروط الموضوعية للباحث في التراث الإسلامي بصورة عامة
والإمامي الاثنى عشري بصورة خاصة ، من الشروط أن يكون عنده مساحة ذهنية واسعة
بالفهم الدرائي، ومن فقدها فما نتاجات ما يكتب إلا خبط عشواء وبالتالي يكون والحال
هذا كحاطب الليل ،
ادعى الخصم أن أراء الصادقين (ع) متأثرة ببعض الصحابة والتابعين ،
ومع ذلك يتبنوها - هذه الآراء - وكأنها هي آرائهم ، ولو بشيء من التغيير اللفظي
ونحو ذلك ، وبعدها تقدم هذه الآراء والأحاديث للكوفيين من أصحابهم ، مع حذف
الإسناد والمصدر ، بالتالي من يقرأ هذا اللون من الأحاديث من بسطاء الكوفة يحسبها
للأئمة(ع) وهي ليست لهم ، وهذا يعود بالسبب لمقاطعة تراث الآخر وعدم كشف هذه الأمور
.
بعبارة أوضح وعصرية يعتبر الخصم أن الباقر وخصوصا الصادق(ع) يقومان
بالسطو على أحاديث الصحابة وينسبون ذلك لهم ،
وعلى ضوء كبرى هذه الكلية نشط الخصم بذكر المصاديق وتشابه الروايات
التي رووها أصحاب النبي(ص) قبل عصر الإمام الباقر والصادق(ع) .
وكيف كان: أن هذا الافتراض والفرضية في ذهنية الخصم مبنية على عدم
الصلة والتواصل المعرفي التسلسلي بين الإمام الصادق(ع) وآبائه(ع) انتهاءا بجدهم
(ص) وهذا ما هو ثابت عكس الفرض المطوي في ذهن الخصم ،
بالتالي: آراء أصحاب الرسول(ص) وأحاديثهم هي ليست من مخيلاتهم فهي
جاءت من سماع نبوي وحياني فإن أسند الحديث كان بها وإن لم يسند يبقى مرفوعا بحسب الاصطلاح
، فما ذكره الصحابي مثلا سمع به الإمام الصادق(ع) عن طريق آبائه (ع) وهذا ما نبه
عليه الإمام في رواية - حديثي حديث ابي وحديث ابي حديث جدي وحديث جدي حديث الحسين
وحديث الحسين حديث الحسن وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين(ع) وحديث أمير المؤمنين
حديث رسول الله(ص) وحديث رسول الله قول الله عز وجل –
نعم بعد أن عرفنا ان هذه الحديث متوترة معنى والتي تصرح بشكل واضح
وصريح أن أصل أحاديثهم هي أحاديث نبوية فما سمعه بالتالي الصحابة سمعه جدهم أمير
المؤمنين(ع) وهم رووه فلا سطو على الآخر ولا هم يحزنون وإن تشابه روايات من تقدم
من الأصحاب ورواياتهم(ع) .
بالتالي أن عرفت هذه الكبرى الكلية فلا معنى والمناقشة بصغرياتها
التي يعتقد الخصم بأنه زحزح بها باب خيبر والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات