علي الأصولي
ورد في جملة من الأحاديث المعصومية ان أمر الإمام الحجة (ع) يكون
بغتة ( اي فجأة ) والفجائية لها معان:
منها: المجيء في حال الغفلة،
ومتها: المجيء بعد طوي واختصارها المراحل،
ومنها: تحقق المجيء بلا إنذار علاماتي،
المهم، أن تعرف وفق هذه الأحاديث الناصة على ( البغتة ) وهي من
المباغتة، أن لا ضرورة في المقام وتحقق علامات الظهور كما في المرويات، أو ربما
تكون هناك ثمة علامات ولكن الناس تغفل عنها، والغفلة قد تكون نتيجة تعلقات دنيوية
أو لوجود شبهات ونحو ذلك،
وكيفما كان: المفروض ان يكون الإنسان على أهبة الاستعداد إذ قد
يعاصر قيام القائم (ع) لا ان ينتظر علامة هنا أو علامة هناك، مع ما فيها من تشويش
أو إسقاطات نفسية أو ما شابه ذلك من توهمات، ويكون هذا الفرد على بينة من أمره
ومعرفة ان كل العلامات المذكورة روائيا وما صح منها، خاضعة لحكومة البداء الإلهي،
من تقديم وتأخير أو ربما محو واثبات وغير ذلك، وهذه الحاكمية أشبه بحكومة الأدلة
الفقهية بعضها على بعض،
المهم، قد يكون ظهور الإمام بلا مقدمات تذكر قال رسول الله ( ص)
حين سئل: متى يخرجُ القائم مِن ذُريتك؟ قـال: (مثلهُ مثل الساعة، لا يُجلّيها
لوقتها ثقلتْ في السماوات والأرض لا يأتيكم إلَّا بغتة) [عيون أخبار الرضا]
بل إن إنجيلِ "لوقا" في الإصحاح الثاني عشر مِن كتاب
العهد الجديد ذكر هذهِ العبارات: وهي تصلح في المقام وما نحن فيه، (لتكنْ أوساطُكم
مَشدودة، وسُرُجَكم مُوقَدة.. وكُونوا مِثل رجالٍ ينتظرونَ رُجوع سيّدهم مِن
العُرس، حتّى إذا جاءَ وقرَعَ الباب، يفتٓحون لهُ مِن وقتهم، طُوبى لأولئكَ
العَبيد الذين إذا جاء سيّدهم، يجدهُم مُتيقّظين...) والحمد لله رب العالمين،
0 تعليقات