حسن مطر
بعدما أحدث كتاب "الشهيد الخالد" للشيخ صالحي نجف آبادي
زلزالاً علمياً وسياسيا في الوسط الشيعي الايراني بشكل أخص، حيث خدش هذا الكتاب في
الأساس الكلامي الشيعي لحركة الامام الحسين واستشهاده مما يقلل من وهجها القداسي
في الضمير الشيعي التقليدي؛ خرج الدكتور علي شريعتي عن صمته ليسجل موقفه الداعم من
جهة لهذا الجهد العلمي ويمتدح المؤلف ويعلن من جهة أخرى تحفظه على مضمون ونتائج
الكتاب التي انبرى مؤلفه للدفاع عن أفكاره أمام سيل الردود التي تراشقت عليه من
داخل وخارج الحوزة الدينية.
علي شريعتي، ذو الميول الماركسية والمهووس بأفكار النضال والثورة
لأجل المحرومين والعدالة وانتزاع كل مفردات دينية تدعم تلك الأفكار الثورية
وبالأخص ثورة الإمام الحسين التي تمثل منجماً خصبا لتغذية ايدولوجيته ذات اليسار الإسلامي،لم
يكن ليبق متفرجاً أمام اعتداء على تلك المفردات التي يستلها من الثورة الحسينية
ويتوكأ عليها في تأجيج خطابه الحماسي، فاندفع بل دفعته الايدولوجيا وهويته الشخصية
المجتمعية لحفظ تماسك ارثه الفكري كي لا يتصدع عبر تقليل الوهج الكربلائي الذي
يلهب كتاباته من قِبل كتاب يصدر ليقول أن الحسين لم يعلم الغيب عن مصيره ولم يكن
يبتغي الثورة الخاسرة والرهيبة - كما يصفها نجف آبادي- بدءا، بل وأن الإسلام تضرر
بقتل الحسين وليس أحيي!
يؤخذ على علي شريعتي أنه استعمل الدين والمذهب للتعبئة ولم يكن
حينها أهلا للخوض في مطبات وإشكالات التاريخ والتراث الإسلامي بالقدر المطلوب ربما،
وبالتالي يمكن أن يقال عن حركته الفكرية بأنها قفزات غير مدروسة، في بعضها على
الأقل.
0 تعليقات