عز الدين البغدادي
كان صادما جدا تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني قبيل تسليم الإدارة
لخلفه المنتخب رئيسي حيث صرح بأن الموساد سرق الأرشيف النووي الإيراني‼
وقد أعلن قبل ذلك أن الموساد قام فعلا بسرقة الأرشيف الذي يحتوي
على نصف طن من الأدلة تحتوي على 55000 وثيقة على 183 قرصا مضغوطا لأبحاث إيران
النووية السرية من منطقة تورقوز آباد قرب من طهران وبواسطة شاحنتين وصلتا الى
آذربيجان التي تتمتع بعلاقات قوية مع الكيان الصهيوني.
والأكثر خطرا هو ما كشفه يوسي كوهين الرئيس السابق للموساد الذي أوضح
أن 20 من عملاء الموساد شاركوا في العملية ليس فيهم إسرائيلي ولا يهودي، وجميعهم
على قيد الحياة فيما غادر بعضهم إيران. وهذه علامة جديدة على مدى الخلل المجتمعي
الذي سمح بتغلغل صهيوني بهذا المستوى الخطير. واذكر بتصريح الرئيس السابق أحمدي
نجاد حيث قال بأن أكبر مسؤول إيراني لمكافحة التجسس الإسرائيلي كان جاسوسا
لإسرائيل‼
ثم جاء الخطأ الكبير (سياسيا وعسكريا) باستهداف سفينة تابعة للكيان
الصهيوني وهو ما أدى إلى مقتل شخصين (بريطاني وروماني) وهو ما أعطى لأمريكا
وحلفائها حجة جديدة لضرب إيران، ولم تنفع تصريحات المسؤولين الإيرانيين للتنصل من
الحادثة، وهو ما تحدث به صراحة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي صرح أن
واشنطن "على اتصال وثيق وتنسيق مع المملكة المتحدة وإسرائيل ورومانيا ودول
أخرى، وسيكون الرد جماعيا" على الهجوم .
الرئيس الإيراني أراد أن يحمل المسؤولية بتصريحه الخطير والغريب
الجناح المتشدد مسؤولية الحدث، لكونهم يغامرون مع قوى عظمى ويعرضون الشعب لوضع
اقتصادي صعب جدا. احد المعلقين السياسيين قال في رؤيته لـ "روسيا اليوم RT":
"لا أدري ما إذا كنا أمام قصة من قصص الخيال العلمي أم أن هذا هو ما حدث في
الواقع فعلا في دولة لا تفوتها دبة النملة، لكن اعتراف روحاني يؤكد أن شيئا رهيبا
قد حدث بالفعل".
إيران والمنطقة تدخل مرحلة أصعب لاسيما مع صعود رئيس متشدد جديد
وهو ما مثل برأيي خطأ كبيرا ولا سيما مع التوتر السياسي الخطير في العراق والوضع
الكارثي في لبنان، ومن يملك السلاح والرجال لا يحدد دائما اتجاهات رياح الأحداث،
وما أكثر شواهد التاريخ.. الدول لا تبنيها كثيرة التصريحات ولا الشعارات الثورية،
بل يبنيها العمل الهادئ، والتاريخ اثبت أن أي دولة يكثر قادتها من التصريحات عن الإمكانيات
الذاتية والثورية فإنها تسير في الطريق الخطأ، الدولة شيء والثورة شيء آخر، وللأسف
بقي الإيرانيون مصرين على منطق الثورة أكثر من منطق الدولة وهو واضح في سياستهم
الداخلية والخارجية.
0 تعليقات