آخر الأخبار

تطورات أثيوبيا (2)

 





 

محمود حامد جمعة نوار

 

 

ذكرت هنا مع بدايات عمليات جبهة تقراي التي امتدت الى إقليم العفر شرقا ؛ وناوشت في إقليم الامهرا جنوبا .

 

انه بواقع الإمكانيات والمخاطر ومعطيات المبأداة بالهجوم أني أستبعد فرضية التوجه الى أديس أبابا مباشرة لإسقاط حكم رئيس الوزراء أبي احمد . فهذا تطور وان وارد الحدوث طبقا لسوابق أحداث التاريخ الإثيوبي القائم على المفاجآت ؛ لكن في الوضع الحالي معطيات الحال مختلفة فعملية مماثلة تتطلب خطوط إمداد طويلة . وتأمين للإقليم الشمالي نفسه الذي لا يزال جزء كبير منه في الغرب والشمال الغربي تحت سيطرة القوات الحكومية بإسناد من الجيش الاريتري الذي ان شعر ان حليفه في قصر الحكم مهدد فلن يتردد في إعادة هجوم معاكس لن يرحم فيه احد .

 

 بالنسبة للحكومة فواضح أنها تراجعت عسكريا لأسباب مختلفة لكن أظن ان من ضمنها جر التقاري لضوء الإدانة والضغط الدوليين مع انتظار خيار حافة الهواية والاصطدام (سلام ملك) إن اقتضى الأمر.

 

2

 

 

توجد في موقف الجبهة والحكومة معا نقطة مشتركة وهي ما يمكن تسميته توازن الضعف . الذي يجعل الجيش يتراجع للوراء في كل تقدم بينما تتحاشى الجبهة شن هجوم مؤثر على المدن الكبرى ؛ هذا يعني ان الصراع وصل مرحلة الإنهاك للطرفين .

 

 وبالتالي صار كل منهما يناور التقراي بالزحف والمناوشة بقدر والحكومة بتحشيد شعبي عبر القوميات وترك الجيش في الخلف هذا يقود مباشرة الى أطراف الأزمة قد تيقنا بفشل إمكانية الحسم المباشر عسكريا فصار التركيز على كسب الوقت بأقل خسائر بانتظار الوسيط الذي قد يتدخل بحل ولو مؤقت أو جزئي .

 

3

 

 

وأظن بل وأرجح ان هذه كانت نظرية جبهة تقراي . فهي بعد ان عادت لنحو 70% من أراضي إقليمها كان يمكن ان تكتفي بالنطاق الخاص به وتشرع بعدها في معالجة أوضاعها المحلية . لكن هذا كان سينهي قضيتهم ويضعف كروتهم في التسويات اللاحقة .

 

فقررت توسيع دائرة النار وبحساب يجعل قواتها على محوري امهرا والعفر سهلة التقدم وسهلة الارتداد للإقليم ان اضطرت حال حدوث اي ثقب خلفي من ارتريا أو الجيش الحكومي وهذا يفسر من مسار محور التحرك لازم حوائط الإقليم الجنوبية والشرقية وفي خط متواز ومتقارب وبقفزات تحدث الضجة وتلفت النظر ولا تخترق للأمام .

 

4

 

 

واضح وفق هذه الرؤية ان مساحات رغبة جانبي المعركة في تسوية متساوية . على الأقل حاليا وواضح أكثر ان الحسم النهائي بالقوة عوامله معقدة وتقاطعاته كثيرة وأظن ان هذا المعطى توفر كقناعة لدى الفاعلين الإقليمين والدوليين وربما بعض الشركاء المحليين ..


تطورات أثيوبيا (1)

 

هذا والله اعلم

 

إرسال تعليق

0 تعليقات