آخر الأخبار

"تسمين الذئب" وإطلاقه... "حالة تمكين طالبان من أفغانستان أميركياً"!!

 


 

رأفت السويركي

 

حين تتصدى "النخبة العربية" لمناقشة قضية تفرضها الأحداث المتغيرة؛ فإن "عقل التفكيك" يجدها فرصة لقراءة خطاب هذه النخبة المتنوعة؛ ليس لتبني موقف محدد من أطروحاتها؛ ولكن لتبين وتأكيد المربعات التي تقف فيها هذه النخبة؛ خاصة عندما تتشنج وهي تحاول فرض تصوراتها المقدسة بفعل القولبة التي اندرجت في قوالبها؛ عبر الحزب أو التنظيم أو الجماعة أو نتيجة عدم ممارستها محاولة الرؤية المتكاملة "غير المنتمية حين الدراسة" والوصول إليها عبر "نهج الرؤية من خارج الصندوق".

 

إن موضوعة "حدث الساعة" الخاصة بـ "المسألة الطالبانية" في أفغانستان تمثل أفضل نموذج لقراءة اتجاهات هذه النخبة؛ والتي بقدر سعيها لتثبيت مشاعرها الوجدانوية ـ فرحاً أو حزناً أو شماتةً ـ لا تفكر بضغوط انتماءاتها في حسابات المترتبات على تطورات ذلك الحدث.

 

فكيف إذن تفاعلت فصائل النخبة العربية مع تطورات تمكن طالبان من أفغانستان؟ لذلك فهذه القراءة ستحاول رصد نمط الخطاب المروج له وقراءته ـ المحايدة ـ بهدف تبيان عَواره؛ ومدى مساهمته في "تضليل الوعي" لدى العقل الجمعوي المتلقي في الفضاء الافتراضوي.

 

*****

 

** "طالبان" في خطاب "العقل المتأسلم":

-------------------------------

 



"النخبة المتأسلمة" سياسوياً يكاد يكون خطابها الخاص بحادث "تمكين طالبان" أشبه بالتعبير المصري الدارج "زفة وزغاريد معازيم" تعبيراً عن الفرح بالمتغير؛ وظناً بانتصار "التوجه الإسلاموي السياسوي" في هذه التجربة واعتباره دليلاً هادياً للشعوب الإسلامية في الإصرار والتمسك بالدفاع عن نهج فرض العقيدة منهاجاً لإقامة الدول وفق نسقها السياسوي.

 

وعلى حد وصف أحد الماضويين المتسلفين (ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية أنموذجاً) لطالبان بأنهم: "مُتشرعون يلتزمون بالشريعة" وترويج التوهم "بأنهم أفضل ممن نصبهم الأمريكان عملاء ليفرضوا الفساد ومخالفة شرع الله". وهذا التوصيف يعدُّ نوعاً من إطلاق التعميم!!

 

لقد فرحت نخبة هذه الهوية المتأسلمة ببدء الإعداد لإعلان الإمارة الإسلاموية؛ بما تعيد التذكير به من ـ حسب متوهماتهم ـ النهج السياسوي للعقيدة في الجهاد والقتال؛ وكما يعلن برهامي:"طب إيه اللي حصل؟ إحنا مش عارفين إيه إللي حصل. إيه اللي خلَّى الأمريكان ينسحبوا بعد المباحثات؟ إنا نفوض الأمر إلى الله". وهكذا يقرأون اللوحة بوجدانهم متغافلين عما يدور في الخلفيات من سيناريوهات.

 

وحين تُساءِل ذلك العقل النخبوي العقدوي عن متوقع مستقبل هذه "الإمارة الحلم السياسوي الجديد" يُحاججك بالقرآن الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ)؛ في إطار ظنونه أن "طالبان" تمثل الإسلام الحقيقي؛ وأنها تقع في إطار "مقصود النص"؛ والواقع أن هذا العقل لا يدرك حقيقة الشعور بالاضطهاد المهيمن الكامن في ذهنويته الجمعوية ويكون الدافع لكل تصوراته تلك.

 

إن تلك النخبة العقدوية تتغافل من خارج الحدث عن إدراك "سيناريوهات اللعبة" وتتناسى التوظيف الهائل الذي يقوم به المهيمن الأميركي لما يُسمى "فرق الإسلام السياسوي" لتحقيق أهدافه الدنيوية في العالم؛ لذلك يسمح لهذه النوعية حتى بـ "إقامة الصلوات" في قاعات الكونجرس الأميركي بتلك "الدولة الكافرة" التي تعادي الإسلام ذاته لزوم مقتضيات التكتيك وقت الاحتضان!!

 

*****

 

** "طالبان" في خطاب "العقل المتأدلج ماركسوياً":

---------------------------------------

 



"النخبة المتأدلجة" سياسوياً في خطابها الخاص بقراءة الحدث الطالباني تجاهلت استخدام عقلها الجدلي وهيمن عليها أيضاً وجدانها السياسوي بما اعتبرته "هزيمة أميركية" في افغانستان؛ نتيجة اندفاع بايدن للتعجيل بـ "سحب العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين وتأمين مبني السفارة في كابول، ووضع خطط طوارئ للتعامل مع أية تطورات مفاجئة".

 

لقد تجاهلت هذه النخبة المتأدلجة ماركسوياً أن اللاعب الأميركي هو الوحيد اللاعب في تلك الساحة منفرداً؛ على الرغم من أن الانسحاب الكامل كان يخالف توجهات "البنتاجون" أيام ترامب ومطالبته كمؤسسة حرب بضرورة "الإبقاء على عدد محدود من القوات الأميركية على الأراضي الأفغانية لا يتجاوز 2500 جندي لمساعدة نظيرتها الأفغانية في مهامها، وللتعامل مع احتمالات عودة التنظيمات الإرهابية في أفغانستان".

 

إن "النخبة المتأدلجة ماركسوياً" تتعامل مع الحدث الأفغاني بمنظور الشماتة من "الخصم السياسوي الأميركي"؛ وتعتبر انسحابه إعلاناً للهزيمة؛ وتعيد التذكير والمشابهة بين "الهزيمة الأميركية" في فيتنام العام 1975م و"الانسحاب" من أفغانستان 2021م.

 

كما أنها تغض الطرف تماماً عن مستويات التواصل بين المبعوث الأميركي لـ"محادثات الدوحة" مع طالبان في الظاهر لضمانة سلامة السفارة الأميركية والعسكريين والمدنيين الأميركيين وسلامة مطار العاصمة كابول؛ أما في المخفي فهناك سيناريوهات إدارة اللعبة المشتركة بين الطرفين بالتوافق. وذلك لا يعني كشف السيناريوهات الخفية للتواصل الجاري من خلال الوسيط الذي يجمع بين الطرفين ويتم الاتفاق على الأدوار وطرق الإعلان عن التطورات.

 

*****

 

** "طالبان" في "الحسابات الاستراتيجوية":

---------------------------------

إن "المسألة الأفغانية" لها ثقلها وتاريخها وتطوراتها المستصنعة عمداً؛ في إطار لعبة المصالح والصراع للسيطرة على مقدرات العالم خلال رحلة الصعود البنيوي لتطور النظام الرأسمالوي إلى مرحلته العولموية منفرداً بهزيمة النظام المضاد نظرياتياً.

 

- لذلك استُصنعت تلك المشكلة لكسر أنف دولة الاتحاد السوفياتي الشيوعوية؛ وقد نجحت بتقدير الحسابات الطبوغرافوية والجغرافوية والديموغرافوية والعقدوية والثرواتية التي حددتها "مكاتب التفكير الاستراتيجوية" Strategic thinking offices ضمن "سيناريوهات إدارة الأزمات" وتدويرها.

 

- إن خصوصية البيئة الأفغانية قدم الفرصة المناسبة للنظام الأميركي فاستصنع المسألة الأفغانية لتكون "بيئة الرعب الأطوارية" وذلك بتخليق طور "فيروس القاعدة الإسلاموي" المُستمد فكرانياً من "جماعة حسن الساعاتي البناء" واعتماد "النهج الميليشياوي" بنوعية " الذئاب المتوحشة" التي تعيد التذكير بوظيفة "التنظيم الخاص"؛ وليكون عمل "الطور الجديد" عبر العمل من الكهوف والجبال والهضاب؛ لإجهاد الجيوش تقليدوية النظم العسكريتارية والتي تفشل حتى بالصواريخ والطائرات(هزيمة الاتحاد السوفياتي أنموذجاً).

 

- وبعد حسم "المسألة السوفياتية" بالانهيار حدث تحور في "فيروس القاعدة" لآداء وظيفة سياسوية مستجدة ظهرت في العمل المستصنع ـ بفعل فاعل أميركي ـ والخاص بتدمير "برجي التجارة" في نيويورك؛ وبعدها دخل الخطاب السياسوي العام الإصطلاح الجديد المسمى "الإرهاب".

 

- وتحقيقاً لذلك المستجد السياسوي المستصنع لابد أن يوسم "اصطلاح الإرهاب" بالتأسلم وبالضرورة والقصدية يجب أن يتم تدويله بالتعميم. لأن "القوم الأغبياء" من ممسوحي الذاكرة سقطوا في بئر "الغاية تبرر الوسيلة"؛ فلم يدركوا باندراجهم في التحالفات والتوظيفات أن "الكفار" من الغربيين هم الذين يوفرون لهم فرص النشوء والرعاية والحماية والانتقال العملياتي والمعلماتوي عبر الاقمار الاصطناعوية؛ وكذلك الإشراف على المتحورات بمسميات أطوار "القاعدة" و"داعش" و"جماعة أبوسياف" و"تنظيم الشباب الصومالي" و"أنصار الشريعة" في تونس وليبيا و"الجماعة الإسلامية المسلحة" في الجزائر و"الحركة الإسلامية لطلاب الهند" و"كتائب عبد الله عزام" و"حركة حماس" و"الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة" و... و... إلخ.

 

- هنا تمثل "طالبان" الراهنة نموذجاً مجهزاً بطورها الجديد المتمكن لآداء دورٍ جديد لا يُدرك مخاطره الكامنة أغلبية المتعاطين مع هذه المسألة؛ حين ينظرون إلى الحدث من المنظور الوجدانوي: وليس الاستراتيجوي والمنفصل عن الانفعالات: "الحب والكره" و"الفرح والشماتة".

 

- "طالبان المتمكنة" راهناً في أفغانستان هي "طور متحور سياسوي" اكتملت عملية تطويره في "المعامل السياسوية الوسيطة الحاضنة" برعاية القواعد العسكريتارية الأميركية والسفارات الفاعلة في المنطقة؛ والتي مثلت "بيئة الإغراء والاستقبال للجماعة الطالبانية بهدف اختراقها اللاحق عبر التفاوض للتوافق والاتفاق على الأجندة الجديدة"؛ (صفقة مفاوضات الدوحة أنموذجاً).

 

وهذا ما تشكل مباغتاً بمتغيرات الساحة الأفغانوية مع تقليص الوجود العسكريتاري الأميركي الذي قرر الانسحاب المفاجئ من ساحات العمليات وهو يعلم بـ "ترتيب الاجتياح الميليشاوي" للعاصمة كابول والقصر الرئاسي لإعلان انهيار النظام الأفغانوي المستصنع الهش مهما كان دوره؛ وهو السيناريو الذي يعيد التذكير بالنمط ذاته الذي اختبروه في العراق بعد صدام حسين عقب انهيار جيشه الكبير؛ ففقدت الدولة العراقية أهم أدوات وآليات الحفاظ عليها.

 

- لذلك فمن الواجب اكتشاف محمول خطاب "طور الاجتياح الجديد من طالبان" للكشف عن تصورات هذا الطور الذي تم تخليقه ويجري تبييئه سياسوياً في الخريطة والعقول. ولعل ما بادرت "طالبان الجديدة" بالإعلان عنه يوفر معطيات القراءة السياسوية للحدث:

 

** أكّد المتحدث باسم المكتب السياسي للجماعة في (الدوحة) سهيل شاهين: "أنّ ارتداء البرقع لن يكون إلزامياً كما كان الحال حين حكمت الحركة أفغانستان قبل أكثر من عقدين ـ بين عامي 1996 و2001 م ـ لكن على المرأة وضع حجاب". و"البرقع ليس الحجاب الوحيد الذي (يمكن) الالتزام به، فهناك أنواع مختلفة من الحجاب".

 

وهو بذلك لم يحدّد نوع الحجاب الذي سيتوجّب على المرأة الالتزام به؛ حيث منعت الحركة النساء من الخروج من المنازل وحظرت الترفيه ونفّذت إعدامات علنية. (سكاي نيوز).

 

** "النساء يمكنهن التعلم من المرحلة الابتدائية إلى التعليم العالي، وهذا يعني الدراسة في الجامعة. لقد أعلنا هذه السياسة في المؤتمرات الدولية ومؤتمر موسكو وهنا في مؤتمر الدوحة" وأن "آلاف المدارس في المناطق التي استولت عليها طالبان لا تزال تعمل"؛ بل والمدهش أن طالبان "تحث النساء على الانضمام إلى الحكومة الطالبانية الجديدة". (فرانس24).

 

** الولايات المتحدة ـ في إطار التمويه وسيناريو إدارة الأزمة المشبوه بها ـ أعلنت اشتراطها لدى التعامل مع الحكومة الأفغانية المقبلة: "أن تحافظ هذه الحكومة على الحقوق الأساسية لشعبها بما في ذلك نصف شعبها - أي الزوجات والبنات - وألا توفّر ملاذاً للإرهابيين". (فرانس برس).

 

** لفت المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إلى: "أن المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد لا يزال في قطر حيث تجري الولايات المتّحدة منذ أشهر محادثات مع طالبان، مؤكداً استمرار المحادثات بين مسؤولين من حركة طالبان وآخرين أميركيين؛ وأود أن أقول إن بعض هذه المحادثات كان بنّاءً".( فرانس برس)

 

*****

 

ومن هنا فإن "القراءة التفكيكوية" تصل إلى المتصور الذي يؤكده المراقبون بـ "أن طالبان تسعى إلى إظهار صورة أكثر اعتدالاً للحركة من أجل كسب اعتراف دولي بها". وهذا هو عين الحقيقة التي تخفيها سيناريوهات التبييئ؛ الموضوعة لاعتبار نهج طالبان معترفاً به في إطار تحقيق نتائج لن تكون في غير صالح اللاعب الاستراتيجوي الأميركي؛ والذي لم تنته حساباته في تلك المنطقة لينسحب منها؛ وإنما تتطور في النوع والمستهدف.

 

إذ تمتلك أفغانستان موقعاً جيو استراتيجوي خطير في آسيا الوسطى، حيث تحتبسها حدود طاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان شمالاً، وإيران غرباً، والصين شرقاً، وباكستان جنوباً، وبذلك فهي تربط قارّة آسيا ببعضها، وكانت إحدى محطات طريق الحرير القديم. فهل ستضحي الولايات المتحدة الأميركية بها هكذا أم تعيد ربطها بسيناريوهات جديدة؟

 

وهذا ما يبدأ إشهاره؛ إذ أن طور "طالبان الجديدة" فور الكشف عن تمكينه المريب فضحه خطابه المخادع؛ وكما يقال فإن "الطبع يغلب التطبع" إذ أعلن مسؤول في الحركة : "إن الجماعة ستعلن قريباً (إمارة أفغانستان الإسلامية) من القصر الرئاسي في العاصمة كابل".(أسوشيتد برس)

 

وهذا التطور "المبشَّر به" مهم لأنه سيدخل تلك المنطقة الجيواستراتيجية في اشتعال سيناريوهات جديدة وضعتها مكاتب التفكير الأميركية محكومة بالمصالح الأميركية والتي منحت "الفيروس الطالباني" مشروعية التمكن والاعتراف بوجوده على الأرض الثمينة للأميركيين؛ ليلبي المطلوب منه وإلا لظل مواجهاً بحروب لا تنتهي مباشرة أو بالوكالة.

 

*****

 

إن بدء طالبان بالشروع في الإعلان عن "إمارة أفغانستان الإسلامية"؛ يعني أمرين:

 

- الأول هو "تطبيق اللعبة السياسوية الأميركية" بجمع المتناقضات والمتنافرات في سلة واحدة؛ لسهولة توظيفها في تحريك منهج التصارع لاحقاً الذي تجيد آلياته. وفي الحالة الأفغانية ما يُسمى وضع البنزين بجوار النار؛ أي تسكين الطالبان بنهج اعتقاد "الماتوريدية" وارتباطه بالمذهب الحنفوي مع "السلفوية" بالنهج الحنبلي وما رسخه ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب من التزمت والصرامة.

 

- الثاني هو تطوير منتج فكر "الجماعة البنائية المتأخونة" الأم و"القاعدة" و"طالبان" و"داعش" لتسكينه في دولة هويتها عقدوية سياسوية تحققت بالعنف وفازت بالاعتراف الدولي. ولن يكون اسمها "دولة" ولكن "إمارة إسلاموية من السنة" في قلب محيط جغرافوي هويته عقدوية ("إيران/الشيعوية المذهب" وباكستان وطاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان؛ وكلها دول يعتبر الإسلام هو الدين السائد بها).

 

فهل يشير هذا الأمر إلى إعادة التذكير بالسيناريو العبروي المتصهين الساعي إلى إعادة بناء الخريطة في المنطقة وتشكيلها من إثنيات وعرقيات وهويات عقدوية تتجاوز نمط الدولة الحديثة وتعيدها إلى الطور البدائي الأول؟ السؤال مشروع.

 

- وهل يمكن التغافل عن نمط ترتيب هزيمة الجيش الأفغاني في دولة مهترئة ومضعضعة المفاصل ومهيمن عليها من المحتل الأميركي؛ وعدم إدراك ضغوط "قضية الحاجة" التي اشتهرت بإغراء تقديم الأموال من المقاتلين الطالبانين لأفراد القوات الحكومية بإلقاء السلاح، والاستسلام السريع والتوقف عن مقاومة الزحف؟

 

- وبالضرورة ما مدى الاستقرار الذي سيتحقق لتلك المنطقة في إطار التخوفات المشروعة بالاستهداف المريض للمرأة وحقوقها وطابع الثياب والشكل للرجال والنساء؟

 

- وما مدى ضمان الاستقرار والتوافق بين مكونات عقدوية متضادة القناعات والخطاب (إيران ودول الخليج العربية أنموذجا)؟

 

- وما مدى توافر القدرات الذاتية لإحداث النهضة الشاملة في تلك المنطقة والعامرة بالثروات الطبيعوية الهائلة ( معادن وغازات وبترول... إلخ)؟ أم أنها ستبقى في تخلفها الشامل لتكون فقط مزرعة للحشيش والأفيون والهيروين وتسويقة للعالم كله بما يمثله من نمط اقتصاد أسود؟

 

- ما الذي يمنع ـ وهذا المهم ـ أن تكون "إمارة أفغانستان الإسلاموية" مستودعاً لمطاريد الجماعة المتأخونة يجمعهم من كافة الأقطار التي يقيمون بها؛ ويقوم كذلك بإنتاج الأطوار الوليدة من كوادر العنف المسيئ للعقيدة بهيمنة "فقه الغزو والجهاد "على ذهنياتهم مع بدء التوجه الأوروبي والأميركي لاعتبار جماعة حسن الساعاتي البناء "جماعة إرهابيوية"؛ وبما يجعل أفغانستان بالنسبة إليهم نقطة التجمع والإقامة للبدء في السعي لتكوين "متوهم دولة الخلافة" التي عمل عليها "حسن الساعاتي"؟!

 

*****

 

إن المقبل من الأيام والأحداث سيكشف المخبوءات في هذه القضية الراهنة حديث الساعة؛ والتي يرى إليها العقل التفكيكوي باعتبارها قصة "تسمين الذئب ـ طالبان" بعد القيام بـ "برادة" أنيابه لكي تنهش بشراسة أكثر وإطلاقه في المقبل من السيناريوهات... وهكذا ينبغي قراءة حدث (تمكين طالبان من أفغانستان أنموذجاً)!!

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات