عز الدين البغدادي
حمدت الله أمس عندما انتهت ركضة طويريج دون حصول حدث ما، لكن للأسف
ظهر أن الأمور لم تجرِ كذلك، حيث توفي هذا الشاب أمس نتيجة إصابته بحربة عن طريق
الخطأ مزقت أحشائه.
وهنا سأقف مرة أخرى عند ما يعرف بركضة طويريج وأصلها الشرعي، حيث
يركض الناس فيها وهم ينادون يصرخون: واحسيناه واحسيناه. بزعم أنّ هذه استجابة
لنداء الحسين حيث نادي: ألا هل من ناصر ينصرنا؟
وقد حدثت أوّل مرّة بحدود 1303 هـ المصادف 1885 م، حيث وبعد أن
انتهى المقرئ من قراءة قصّة المقتل في دار السيد صالح القزويني خرج الرجل يركض
ويضرب على رأسه وخرجت الجموع تنادي: يا حسين يا حسين. ولا أدري هل كان انفعالا
عاطفيا من الرجل بسبب هول الفاجعة؟ أو لعل الرجل يعاني حالة جعلته يخرج عن حد
الاتزان النفسي.
عموما، صارت الركضة تمارس فيما بعد سنويّا ونظّمت ورتّبت وصارت
شعيرة من التي يتمسك بها القوم من باب ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ
فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ).. لكن لما كان دليلها كما ترى، فقد زعم أنّ
بعض أهل العلم شارك فيها وزعم أنّ السيد مهدي بحر العلوم شارك فيها، وحينما سئل عن
ذك قال: كيف لا نركض وقد شاهدنا الحجة المنتظر (عج) يركض مع الجموع؟!!!!
علما أن السيد محمد مهدي بحر العلوم المعروف بما روي عنه من كرامات
كثيرة ولد سنة 1155 وتوفي سنة 1212 ه، بينما ولد مؤسس ركضة طويريج السيد صالح
القزويني سنة 1257 هـ. وتوفي سنة 1304 هـ، وعلى أكثر التقادير فإن أول ركضة انطلقت
سنة 1290هـ، بل ان مدينة طويريج تأسست سنة 1270 هـ أي بعد وفاة السيد بحر العلوم
بما يقارب ستين سنة!!
إن أي سلوك شرعي لا بد له من دليل شرعي، وحيث لا دليل فلا حكم. نعم
ربما يحاول البعض أن يررر ذلك للخروج من مفهوم البدعة بالقول بأن هذا التصرف هو
اقرب الى لمهرجان أو السلوك الاجتماعي العام وليس شعيرة دينية، الا أن هذا ليس
كافيا لأن هذا الفعل داخل فعلا ضمن المنظومة السلوكية الدينية وبالتالي فهو محكوم
شرعا بوصف البدعة وإن غيرنا عنوانها الشرعي من شعيرة الى مهرجان.
( المادة العلمية في المقالة من كتاب "كشف الموهوم من تحريف
ثورة السبط المظلوم")
0 تعليقات