علي الأصولي
البكاء السماوي ليس كالبكاء البشري لاختلاف طبيعة السماء وعموم
الجمادات عن الأحياء وخاصة البشرية، بالتالي البكاء هو نحوا من أنحاء الحزن، وكل
حزن بحسبه،
فلا يستغفلنكم سفيه هنا أو معتوه هناك ودعوى أن الحسين المذهبي بكت
عليه السماء كما نظر وأسس له جعفر بن محمد الصادق(ع) لغايات سياسية زعاماتية،
فهذا آصف محسني وهو خبير علماء السند والذي عرف بتشدده الكبير على
المرويات الشيعية الإمامية اخرج في - معجم الأحاديث المعتبرة - رواية عن الإمام
الصادق(ع) ومفادها أن السماء بكت على الحسين بن علي(ع) كما بكت على نبي الله
يحيى(ع) أربعين صباحا،
بيد أن لهذا المتن وإن بدأ لأصحاب الفهم الديني المادي غريبا ولكن
ينبغي زوال غرابته بعد ثبوته حديثيا وملاحظة كون له أصلا قرآنيا،
فهذا ابن جرير في تفسيره قوله تعالى( فما بكت عليهم السماء ولا
الأرض وما كانوا منظرين) وهي الآية التي تتحدث عن على هلاك فرعون، حيث روى ابن
عباس - والرواية طويلة نأخذ موضع شاهدها - أن رجلا قال يا أبا العباس أرأيت قوله
تعالى( فما بكت عليهم السماء ولا الأرض وما كانوا منظرين) فهل تبكي السماء والأرض
على أحد؟
قال نعم ... الخ .. انتهى:
ناهيك عن جملة من الاستدلالات يمكن عرضها في المقام غير أن المجال
لا يسمح ببسط الكلام والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات