حسن مطر
كان أحمد عارف الزين، صاحب (مجلة) العرفان، قد أعلن وجهة نظره حول
ما يقام من شعائر يوم عاشوراء في النبطية، ولم يخف مواقفه الداعمة لموقف محسن
الأمين الإصلاحي...
في وسط هذه الجوقة من الرسائل التي كانت تندد بصوت واحد بمحاولة الإصلاح
في شعائر عاشوراء، نشرت رسالة لمحمد الكنجي النجفي: كشف التمويه في رسالة التنزيه
(رسالة التنزيه التي كتبها محسن الأمين نقداً لبعض ممارسات عاشوراء)....كان من
المدافعين عن الإصلاحيين ومن مناصري محسن الأمين...
لقد صمت العديد من رجال الدين العاملين أو أنهم أخفوا آراءهم،
وقامت بين سكان النبطية انقسامات عنيفة، فكان بعضهم يضاعف الحماسة في إقامة شعائر
محرم، ربما بتشجيع من بعض الشخصيات النافذة، بعد ظهور رسالة التنزيه، لكي يُظهروا
عدم إتباعهم للسبيل الذي اختطه مؤلفها. بل أكثر من ذلك، سُب هذا الأخير في الشارع
على الملأ. وذلك أن الناس بدلاً من أن ينادوا كعادتهم: "لعن الله من ظلمك يا
أبا عبدالله"، رددوا بيتاً لعبد الحسين صادق (أبرز علماء جبل عامل المتصدين
لحركة محسن الأمين):
لعن الله أناساً
حرّموا ندب الحسين
وقد زاد عبدالحسين صادق من حدّته في قصيدة أخرى يجابه بها محسن الأمين،
مقارناً هجماته الإصلاحية على الشعائر الشيعية بما فعله الوهابيون بقبور أهل البيت
في المدينة:
فما المعول النجدي أدهى مصيبة
من القلم الجاري بـمنـع الــمآتـمِ
كِلا ذَين هدّام لـمـا شاد أحـمـدٌ
ولكن يراع الهدم أكـبـر هـادم
حسامان مشحوذان سمّ خديعة
ولا تنـطلي إلا علـى غـيـر فاهم
من كتاب:حركة الإصلاح الشيعي..علماء جبل عامل وأدباؤه من نهاية
الدولة العثمانية إلى بداية استقلال لبنان، صابرينا ميرڤان، ص٣١٢، ٣١٣، ٣١٧.
0 تعليقات