محمود جابر
الصلاة صلة بين العبد وربه، يؤديها المؤمن فى أوقاتها – الفرض – وفى كل وقت
– السنن والقربات، وبما انها صلة بين العبد وربه، فإن تمامها فى أدائها، سواء كان
فى جماعة او منفردا.
بيد ان من كل هذه الصلوات اختصت صلاة الجمعة بخصوصية
خاصة هذه الخصوصية تجلت فى نزول سورة قرآنية تتحدث عنها وتخصصها، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ
ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ
تَعْلَمُونَ (9)
فالله تعالى أمر المؤمنين أمرا مطلقا لا قيد فيه بان يسعوا إلى ذكر
الله وان يذروا كل ما يشغلهم عن الصلاة، وجعل منها شعيرة عامة وعلانية وجماعية
لجماعة المؤمنين، ولا يخرج من تلك الصلاة إلا أصحاب الأعذار من مرض أو سفر أو خوف
ونحوه.
واستمر حالة جماعة المؤمنين منذ نزول الوحى الشريف وأداء النبى
للجمعة كل جماعة المؤمنين متفقين على وجوب الجمعة، حتى إذا ما جاء زمن الغيبة وما
بعدها، استقر رأى جماعة الأمامية على أن صلاة الجمعة لا تصلى إلا بإمامة إمام
عادل، وهنا حدث خلاف فى المصطلح، هل يقصد من كلمة" إمام عادل" ( المعصوم) أم ( غير المعصوم)، فذهب بعضهم إلى
أن الجمعة لا تصلى إلا بإمامة أو أمر المعصوم، وفريق آخر قال العادل غير المعصوم
سواء كان حاكما أو فقيها متمكن .
ورغم هذا الجدل؛ بيد أن كلا من الفريقين رغم الاختلاف اتفق حالهم
ان لا تقام صلاة الجمعة .
استمر هذا الحال قرابة عشر قرون منذ زمن الغيبة وحتى قرابة مطلع الألفية
الثالثة، إلى أن جاء رجل دين عراقى يدعى محمد محمد صادق الصدر ( الصدر الثانى)
وكان من انصار إقامة صلاة الجمعة ولكنه بخلاف من سبقوه فى تأييده لإقامة الصلاة،
الا انه مارس فعل صلاة الجمعة بنفسه إمامة وخطابه وتنظيرا وإفتاء من هنا فإن الصدر
الثانى يمثل حدثا فى تاريخ الجماعة الامامية وجماعة فقهاء الامامية وهذا يتطلب أن
نقف عن مجموعة خطبه بالقراءة وخاصة أنه مارس هذا العمل فى ظرف تاريخيا مشتبك
ومتشعب ومختلف على قراءته ...
يتبع
0 تعليقات