علي الأصولي
في أيام الاقتراب من شهر محرم الحرام، وفي ظل أجواء المناسبة
الحزينة التي ألمت بأهل بيت النبوة، ومن شايعهم وبايعهم وتابعهم بإحسان، تتصدر
جملة من الروايات والأخبار والأحاديث، تتصدر أما على منابر الوعظ والإرشاد او على
جدران البيوت والحسينيات، وبالتالي تكون هذه المرويات بعد شيوعها من المسلمات بصرف
النظر عن صحتها وكذبها وثبوتها ومنحوليتها، بالتالي تشكل ثقافة عامية من الصعوبة
إنكارها في ظل الموسم العاشورائي وتداخل الحزن بالعاطفة،
ومن هذه المرويات هي رواية عن الإمام الصادق (ع) ومفادها ( إذا هلّ
هلال المحرم نشرت الملائكة قميص جدي الحسين عليه السلام ... فنراه نحن وشيعتنا
بالبصيرة لا بالبصر ) انتهى.
التي لا أصل لها ولا فصل سوى مصادر معاصرة لا قديمة على ما ذكروا
وهذا ما نبه عليه الباحث حيدر حب الله وإرجاع مصدر هذه الرواية لكتاب - ثمرة الأعواد
- للسيد علي بن الحسين الهاشمي النجفي المتوفى عام (1975) ميلادي، وإن كان الباحث
اللبناني احتمل - في موضع لا يصح فيه الاحتمال - احتمل أن السيد الهاشمي عثر على
مصدر هذا الحديث،
وكيف كان: بما انه لا أصل ولا سند لهذه الرواية فلا يصح نسبتها
للمعصوم بحال من الأحوال حتى على مبنى قاعدة - التسامح في أدلة السنن - التي يحاول
جملة من الفقهاء جعلها أخر مصدات الدفاع عن كل ما هب ودب، والى الله تصير الأمور
..
0 تعليقات