آخر الأخبار

بين الحسين الواقعي والحسين المنحول ..

 

 





علي الأصولي

 

قلت في مقال سابق لا يوجد عندنا حسين - واقعي ومذهبي - بل هي أوهام أريد سوقها طبقا لقاعدة العرض والطلب وكوننا في المناسبة العاشورائية الحزينة على قلوب الموالين والمحبين إلا من سقط في وحل السفالة والرذيلة،

 

ذكر الخصم ما نصه:

 

الحسين - الحقيقيّ - لم يحلّ إحرامه ويعجّل بالذّهاب إلى العراق من أجل الشّهادة قطّ، وإنّما أقدم على ذلك لأجل تنقّح موضوع مبايعة أهل الكوفة له على الخلافة عن طريق سفيره، ولهذا حينما وصل إليه خبر مقتل مسلم بن عقيل وهو في الطّريق همّ بالعودة إلى الحجاز، لكنّ أولاد عقيل أصرّوا على الذّهاب للكوفة لأخذ الثّأر، فلم يجد من خيار غير متابعتهم، هذه هي الحقيقة الّتي لا مرية فيها، فتدبّر كثيراً كثيراً ولا عليك بالأكاذيب والمنحولات المولودة بولادة الحسين المذهبي لاحقاً، انتهى:

 

وما نريد التسليط الضوء عليه قوله - لكن أولاد مسلم بن عقيل اصروا على الذهاب للكوفة لأخذ الثأر ، فلم يجد من خيار ومتابعتهم بعد أن كان هم بالعودة ونوى الرجوع!

 

وحقيقة ما تعكز عليه المستشكل لفظ - هم بالعودة - وهذا يعني خطأ تقديراته وعدم أخذ بنصح من نصحه - الذي سوف نفرد فيه ردا مستقلا في غير هذا المقام –

 

نعم: الرواية التي استفاد منها الخصم - التي أفادة بلفظ - هم بالرجوع - ضعيفة السند فقد لوحظ فيها خالد بن يزيد بن عبد ألله القسري الذي ذكره الذهبي في - سير أعلام النبلاء ج٩ - بما نصه: وكان صاحب حديث ومعرفة وليس بالمتقن ينفرد بالمناكير ،

 

وقال ابو جعفر العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال ابو حاتم: ليس بقوي وذكره ابن عدي وقال: أحاديثه لا يتابع عليها لا إسنادا ولا متنا، بالتالي عبارة خالد التي استند عليها الخصم من تفردات خالد ، انتهى:

 

وبالجملة: عرض كتاب تنزيه الأنبياء للسيد المرتضى - وهو ليس من الكتب التاريخية - عرض عباراته التي غفل الشريف عن مصدرها، لا تصح بعد البيان أعلاه بالاحتجاج، بالتالي نحن مع الحسين(ع) الحقيقي لا الحسين اللندني المنحول، فأفهم ولا من مزيد، والى الله تصير الأمور ...

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات