علي رحيل
في الطرف الأول
لعلنا نعترف يوما أننا نتحدث في أوطاننا عن الإرهاب كما نتحدث عن
أزمة الوقود والغذاء والماء والسيولة نقدا أو دما لا فارق وحين نشخصها فإننا
نساويها بأزمة الأغنية الشبابية والكهلة والمسرحيات الهابطة والصاعدة والقصة
القصيرة وأزمات الدراما والبرامج التلفزيونية وحين نسمع بحادث تفجير إرهابي نتجه
جميعنا سواء ..
وزير الثقافة مع وزير الداخلية والشرطي مع رئيس الكُتاب والعسكري
مع نقيب الفنانين حاملين في يد مشاعل الإدانة المسبقة للبحث عن الجاني وفي اليد
الأخرى صورة مسبقة للجاني لنقول بأعلى أصواتنا : أمسك حرامي أو أمسك لص أو أمسك خانت
– ويخنبوك يعني يسرقوك – وكل بلاد ولهجتها لنتفق في النهاية أن القضية فقط قيدت ضد
المجهول وأن الجاني إرهابي وبدقن أو قد يكون ملتحيا .
ولا نقاش ولامن يتناقشون
()
وفي الطرف الأخر
ولأننا لانجتهد فنحصل على أجرين لكننا نحكم سياسيا طمعا في كل
الأجور فقد ضيعنا وتناقشنا طويلا هل العقل ورث الوحي أم أن العلماء وحدهم ورثة
الأنبياء فتخاصمنا على الميراث إلى أن وصل إلى المناسخات وتخاصمنا في المعلوم من
كل شيء ونتناسى أن من تعريف المؤمن في سورة – المؤمنون – وفي أموالهم حق معلوم
للسائل والمحروم فهل نقيم الحد على كل مؤمن إن مات مؤمن جائع وأن الناس شركاء في
ثلاث الماء والنار والكلأ وكل مايخرج منها .
وأن الفارق كبير بين أن تحكم باسم الله مهما كان شكلك وهيئتك
وبين أن تحكم بحكم الله فتطبق الأمر وشاورهم في الأمر والذي لم
ينتهي حتى بعد أن إستشار من لاينطق عن الهوى أصحابه فكانت نتائج غزوة أحد ووصل حجم
الكارثة إلى - أفإن مات أوقتل - ورغم ذلك استمرت المشورة الى وصلتنا عظمة أخبارها
في الخندق ليبقى الأمر معمولا به رغم كل نتائجه لأن الخير فيه ولايمكن أن نحاسب
فكرة من خطأ أو حتى أخطاء .
إن قلتم أن الوضع صعب والناس ليست كالناس سنقول لكم وكيف كان الوضع
يوم أن جاءت الخلافة لعمر بن عبد العزيز ولم يطلبها هل قرأتم عن أحوال الناس حينها
وهل قرأتم أيها السادة عن عدله وحكمه ذلك الأموي الذي إتفقت كل الأنام على حبه وهل
حضرتم خطبة للجمعة وسمعتم في نهايتها إن الله يأمر بالعدل وينهى عن الفحشاء والمنكر
– هي لسيدنا عمر بن عبد العزيز لينهي بها سنين من السب والشتم على المنابر وكلما
حكمت أمة لعنت سابقتها.
هل عرفتم أن الله لم يقل أنه يكره عن الأفعال ولكنه دائما – لايحب
– ليترك لك أن تلغي هذه – اللاءات – لتبقى يحب فيحبك الله فإن لم تحبوا أفعالنا
ووصمتونا بالجهل فأبدؤا معنا كما فعل القرأن مع الجاهلية من أفلا ينظرون إلى الإبل
كيف خلقت وكانت وسيلة مواصلاتهم إلى أن وصل بهم إلى أسرار الكون ليأتي بعدهم من
يمعن العقل في هذا الكون.
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر هو بين أيتين –
وإنك لعلى خلق عظيم – و – عبس وتولى – رغم أن الأعمى لم يرى شيء لكن لابد للوحي أن
يتدخل لكي يعلمنا التعامل فيما بيننا وأن صاحب الدعوة قد يُعاتب فلاتعاملوا البشر
كألهة حين تحبوهم ولاتعاملوهم كشياطين حين تكرهوهم .
هل رأيتم وأنتم أكثر منا تنقلا في البلدان وسيرا في الأرض أن كل ماقلناه
سابقا معمول به في أغلب الدول التي نراها تحارب الدين
()
وللطرفين المحب والكاره والباحث والمبحوث عنه في هذا اليوم وكلنا
أبناء شعب واحد
إما أن نعيش بسماحة الإسلام
فنقول في عاشوراء كل عام وانتم بخير
أو نعيش مفصولين
فنحتفل في - عاش وراء – ونقول
كل عنف وأنتم ملغمين
0 تعليقات