آخر الأخبار

طالبان.... بعيون عراقية

 


 

عز الدين البغدادي

 

مثل استيلاء طالبان بسهولة على كابل صدمة كبيرة في العالم العربي، وطرح كثيرون قرائاتهم للحدث الا معظم هذه القراءات عاطفية انفعالية، فهناك من يرى بأن ما حصل يمثل هزيمة لامريكا وهذا كاف للتفاعل ايجابيا مع الحدث بغض النظر عن تاثيرات ذلك على بلداننا.

 

وهناك من أعلن فرحه بهذا الانتصار للمشروع الإسلامي، رغم أني لا اعتقد أن كثيرا من هؤلاء يرغبون بالسفر إلى هذه الإمارة التي ستطبق شرع الله كما يفهمونه.

 

المؤكد أن أمريكا أثبتت مرة أخرى بأنّها لا يمكن أن يكون لها دور ايجابي في أي مكان تحل فيه بعد ان فشلت فشلا ذريعا في العراق وفي أفغانستان، ونجحت فقط في تدمير البلدين. كما إن قطر حققت نصرا جديدا في سياسة العبث التي أدمنت عليها.

 

في العراق، في العراق هناك قراءاتان هامتان للحدث، احدهما: القراءة التي فرحت بالحدث لكونها ترى ان وصول طالبان الى السلطة يمثل نصرا لإيران المتفاهمة بشكل جيد مع طالبان وإضعافا للوضع الأمريكي، كما انها تعطيها شعورا بان ما حصل في أفغانستان يمكن تماما ان يحصل في العراق، ويذكر بالسيناريو الحوثي الذي يعجبون به جدا، وهم يعتقدون بأن تطبيقه في العراق ممكن بل سيكون حلا أوحد لفرض إرادتهم، وهو أمر مطروح منذ سنوات.

 

الثاني: تتفق مع الأولى في ان هذتا يمثل نصرا لإيران، لكنه يمثل جرس إنذار بان أسحاب أمريكا في هذا الوقت سيعطي لحلفاء إيران فرصة لفرض إرادتهم تماما على البلد.

 

اذا دققت النظر ستجد أن القراءتين في حقيقتهما قراءة واحدة، لكن من جهتين مختلفتين.. بأي حال، فإن القراءات الموجودة الآن هي قراءات انفعالية، فالأمور لم تتضح بما يكفي، وقياس ظروف بلد على بلد آخر قد لا يكون صحيحا، ولا يعطي رؤية دقيقة.

 

والله اعلم

 

إرسال تعليق

0 تعليقات