علي الأصولي
إن فتح ملف تحريف القرآن الكريم وتحت أي عنوان كان ومعنى هذا
التحريف وفي أي صيغة أراد من ذهب لهذا القول أقول: إن فتح الملف بهذا الحجم لا
يراد منه عرضا ترفيا خاصة إذا جاء بشكل متسلسل وتحت - هاشتاك - موحد ، وإن توهم
بعض المتابعين إن فتح مثل هذا الملف هو من باب العرض العام للتراث الإمامي الاثنى
عشري ،
بل إن غايات فتح هذه الملفات هو إن لم نقل ضرب ، فلا أقل من القول
هو للتشكيك في الروايات الناصة على فضل أهل البيت (ع) وكراماتهم التي هي ثابتة في
الكثير من المرويات الدينية ،
ولذا أنت تجد بأن أكبر عقبة كؤود تصادف بعض من حاول التقليل من
شؤوناتهم هي الصحاح من الروايات ، ولا سبيل الإطاحة بهذه المرويات إلا بعدت طرق
منها التفتيش السندي ومنها التوافق التاريخي وغيرها من المسأئل التي قررت في الأبحاث
العالية لمعرفة الروايات الصحيحة والمزيفة ،
ولكن مع تفعيل هذه الطرق لمعرفة ما دس من الروايات عن طريق الغلاة
والوضاعين والكذابين وغيرهم ، لم تسقط الروايات الصحيحة في أثبات الفضائل
الكرماتية ومن مختلف الطرق العامة والخاصة ، ومن هنا قام بعضهم بتطويق الروايات
الصحيحة والمعتبرة الخاصة والناصة على فضل آل محمد (ص) بطي الطريق واختصار
المسافات وتمرير المقولات المعلبة سلفا ، بفتح كبرى الملفات في المذهب الشيعي إلا
وهو ملف تحريف القرآن ، وانطلق هذا الباحث من قاعدة افتراضية بعد إن جمع أقوال من
اورد الروايات في كتابه من الأوائل في مسألة التحريف ، وتتبع أقوال من مال لهذا الرأي
من علماء الإمامية فكانت قاعدته الإفتراضية هو ثبوت التحريف بضرس قاطع وكأن
المسألة إجماعية !!
وهذا العرض والتتبع خلاف الإنصاف وخلاف البحث العلمي الاستقرائي
كيف لا ، وقد تجاوز مسألة عدم التحريف وهو أقوى الأقوال ، وثانيهما معنى وطبيعة
هذا التحريف ، إذ رفعنا اليد عن المسألة الأولى ، وثالثهما الحاجة التي دعت جملة
من العلماء ممن وقعوا بفخ القول بالتحريف ، وهذه المسائل الثلاثة قد تجاوزها
الباحث معلنا بأنه قد عرض الحقيقة القراح على متابعيه !
نعم ؛ إن تمرير القول بالتحريف وبعد ذلك تكذيب روايات العرض هي أول
خطوة باتجاه الإطاحة بما صح وما لايصح وفضائل أهل البيت ، وأعتبر إن التمسك بمفهوم
العرض ما هو إلا تزيفا للوعي الشيعي وكأن الوعي قد خفض منسوبه بتصديق بأن الإمام
علي (ع) أفضل ممن طلعت عليه الشمس بعد النبي (ص).
ولا يفوتني القول هنا حيث أوجه كلامي للبسطاء من متابعيه الذين
أولو عناية خاصة وما ينشر وبغية إسقاط ورقة التوت من يد هذا الباحث بل من يد كل
متنطع ، أقول لهم جميعا يكفي إن أئمتنا (ع) وجهوا أتباعهم ومن لاذ بهم وممن آمن
بأقوالهم تبعا لوصايا جدهم (ص) باتخاذ القرآن الكريم مرجعا للفصل في كل مسألة وكل
خلاف وكل مورد من موارد الاشتباه وهذا الإرجاع دليل على عدم التحريف ،
ولولا الإنشغالات وكثرتها ، وقلة المصادر تحت اليد ، لما ابقينا
لمن تحصن خلف الضباب من باقية، ولكن ما لا يدرك كله لايترك جله كما يعبرون ، والله
الموفق للصواب.
0 تعليقات